أزمة ماء وخبز.. ضربة سد مروي تفاقم أزمات المواطنين في أم درمان
13 فبراير 2025
يعاني مواطنو منطقة كرري ومناطق أخرى في مدينة أم درمان هذه الأيام من أزمة حادة في مياه الشرب، بدأت مباشرة بعد إصابة محولات الكهرباء الرئيسية في مدينة مروي، إثر استهداف طائرات مسيرة أطلقتها قوات الدعم السريع على السد الاثنين الماضي 13 كانون الثاني/يناير 2025.
قررت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم تشغيل الحد الأقصى من الآبار
يصف المواطن "و.س"، أحد سكان أحياء الثورة في محلية كرري بأم درمان، الوضع بالعصيب جدًا. ويقول لـ"الترا سودان"، إن مواطني بعض حارات الثورات لجأوا إلى الآبار القديمة في محاولة لتوفير الماء، ويشير إلى أن الأزمة خانقة جدًا، فالناس جميعًا مستنفرون من أجل "جرعة ماء"، والمشهد الآن في الشوارع عبارة عن صفوف طويلة لأشخاص يحملون أوانيهم انتظارًا لقليل من المياه.
تعطل محولات الكهرباء في سد مروي أثر مباشرة على محطة مياه المنارة في محلية كرري، وهي المحطة الكبرى في شمال أمدرمان التي تغذي كافة أحياء المحلية، وخروجها عن العمل يقطع المياه عن كافة أحياء كرري وبعض مناطق أمدرمان القديمة، ما يعني أزمة خانقة تواجه المواطنين في تلك الأنحاء.
اجتماع أزمة المياه
في اجتماعها أمس الأربعاء 15 كانون الثاني/يناير بشأن أزمة المياه في مدينة أمدرمان، قررت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم، تشغيل الحد الأقصى من الآبار وحشد كل "التناكر" الموجودة لتوفير المياه للمواطنين بمواقع سكنهم، وتوفير المياه للمستشفيات والمخابز وكل المرافق الخدمية، إضافة إلى العمل على إدخال الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار، مثلما نقلت "وكالة الأنباء السودانية".
في حين عقدت لجنة الطوارئ في الولاية اجتماعها بعد ثلاثة أيام من تفاقم الأزمة، يرى المواطن "و.س"، إن الحل الوحيد والأقرب هو إعادة التيار الكهربائي سريعًا إلى المنطقة، حتى تعاود محطة المنارة عملها، أما بقية الحلول التي طرحتها لجنة الطوارئ فيرى إنها تسويفية وتستغرق وقتًا، وهو حتى الآن لم ير "تلك التناكر التي تتحدث عنها اللجنة".
إغلاق المخابز
عادت عربات الكارو التي تجرها الدواب إلى العمل في المنطقة، كما تقول المواطنة "عنيات التاج"، إلا أنها قليلة مقارنة مع العدد الكبير للأسر التي تقطن في منطقة كرري، وتضيف في حديثها لـ"الترا سودان" "هناك ما يعرف بالخط القديم للمياه، وهو يعمل في بعض المنازل، وأصحاب هذه المنازل مشكورين أتاحوا الماء للكل، إلا أن ازدحام الناس، وضعف الضخ يحرم بدوره الكثيرين من فرصة الحصول ولو على قطرة ماء".
أدى انقطاع المياه بدوره إلى ارتفاع أسعار الخبز وإغلاق مخابز عدة في أحياء بالثورات
أدى انقطاع المياه بدوره إلى ارتفاع أسعار الخبز، وإغلاق مخابز عدة في أحياء بالثورات، فـ"سعر الخمسة رغيفات" ارتفع من سبع جنيهات إلى ثمانية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، مثلما يقول المواطن "و. س"، ويضيف "الماء ضروري في عمل المخابز، ودونه لا يمكنهم إنتاجه، لهذا رفع بعضهم السعر بحجة جلب الماء من أماكن بعيدة، بينما فضل آخرون إغلاق مخابزهم، وإن بشكل مؤقت إلى حين انفراج الأزمة".
المواطنة "عنيات التاج"، وهي من سكان أمدرمان القديمة، وانتقلت إلى أحياء الثورات بعد اندلاع الحرب، تقول إن الأمر لا يتوقف فقط في "أزمة المياه"، فأسعار السلع الغذائية تشهد تواليًا في الارتفاع بشكل يفوق قدرة المواطنين، إلى جانب أن انقطاع الإنترنت خلال هذه الأيام أيضًا، حرم المواطنين من التحويلات البنكية التي يعتمدون عليها في تسيير شؤونهم اليومية".
وعن الوضع الأمني في المنطقة، تصف عنيات الحال في منطقة كرري بالأفضل مقارنة بمكان سكنها الأصلي، وتقول لـ"الترا سودان" إنها بعد سيطرة الجيش على منطقة أم درمان القديمة في آذار/مارس الماضي، حاولت العودة إلى منزلها، إلا أنها لم تستطع الصمود أكثر من أسبوعين، فـ"اللصوص المسلحون يتسورون المنازل بهدف السرقة ليلًا ويهددون أمن أي شخص".
"و.س" يؤكد أن هناك حالات انفلات أمني في محليات كرري، لاسيما في الليل، إذ قد تتعرض للهجوم المسلح من قبل أشخاص يرتدون الزي العسكري، بهدف سرقة هاتفك المحمول، أو أموالك. لكنه يستدرك قائلًا "رغم وجود هذه الظاهرة، إلا أنها مرتبطة في الغالب بكثرة الحركة ليلًا، فإن أردت الأمن لنفسك عد إلى منزلك باكرًا، ولا تخرج بعد ذلك".
تقع منطقة أحياء الثورات في نطاق محلية كرري بأم درمان، وهي من المناطق شبه الآمنة بعد اندلاع الحرب الأخيرة في السودان، إذ تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية منذ اليوم الأول للحرب، وتشمل المنطقة العسكرية للجيش ومطار وادي سيدنا الحربي.
وتشهد المنطقة بشكل شبه يومي قصفًا مدفعيًا عنيفًا بواسطة قوات الدعم السريع، التي ترتكز في مدينة بحري وجزيرة توتي وغرب أم درمان، وتستهدف بالقصف غالبًا الأحياء السكنية، ما أدى إلى وفاة وإصابة المئات خلال الأشهر القليلة الماضية.
تحولت محلية كرري منذ اندلاع الحرب إلى رئاسة لحكومة ولاية الخرطوم، التي تدير مهامها من هناك، وتشرف على إدارة شؤون الولاية عامة، عدا المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
ووجه والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، بعد جولة أجراها أمس الأربعاء، تفقد خلالها محطات المياه الجوفية ومحطة مياه المنارة بمحلية كرري؛ هيئة مياه الولاية بالبدء فوراً في استئجار مولدات كهربائية لتشغيل الآبار وسد حاجة المواطنين من المياه لتقليل معاناة الناس في البحث عن المياه.
وبحسب وكالة الأنباء السودانية، أكد الوالي أن الولاية اتخذت عدة خطوات في ظل الظروف الحالية من بينها صيانة الآبار المعطلة، إذ تم تجهيز 45 بئرًا لتوفير المياه للأحياء السكنية، كما تم توفير "تناكر" لتوزيع المياه لمواجهة أي طارئ في المصادر النيلية.
الحل الوحيد والأقرب هو إعادة التيار الكهربائي سريعًا إلى المنطقة حتى تعاود محطة المنارة عملها
استقبلت محلية كرري آلاف النازحين من أنحاء مدينة أم درمان المختلفة، خاصة من أحياء أمدرمان القديمة، ومحلية أمبدة، إضافة إلى الفارين من أتون الحرب في ولايات كردفان ودارفور غربي البلاد، وولاية الجزيرة في وسط السودان.
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.