آخر أعماله.. كمال الجزولي يودع الحياة برواية الزئبق الأحمر
13 فبراير 2025
عن دار الرزنامة للنشر صدرت رواية قيامة الزئبق للأستاذ كمال الجزولي، وتعد العمل السردي الوحيد للأديب والسياسي السوداني الراحل، الذي اشتهر باشتغالاته البديعة في الحقل الشعري.
في العام 2009 نشر الراحل كمال الجزولي فصلين من رواية "قيامة الزئبق" باللغتين العربية والإنجليزية
عُرف كمال الجزولي في الساحة الثقافية منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، إذ لفتت قصائده الشعرية النقاد والقراء بحساسيتها الجديدة من حيث اللغة واختيار الموضوعات ذات البعد الإنساني، وصوت النقد السياسي الذي يظلل كلماتها.
في العام 2009 نشر الراحل كمال الجزولي فصلين من رواية "قيامة الزئبق"، باللغتين العربية والإنجليزية، وأثار النص وقتها احتفاء نقديًا كبيرًا وسط المثقفين السودانيين.
الناقد والكاتب صلاح شعيب كتب في موقع "سودانايل" بتاريخ 9 آب/أغسطس 2009، متناولًا الفصلين المنشورين: " لو كُتب نص (قيامة الزئبق) لكمال الجزولي، كنص إبداعي استيهامي تخييلي كما تكتب سائر النصوص الإبداعية أو الابتداعية، فإنه مهما بلغت غرائبيته وعجائبيته وفانتازيته وسحريته، ما بلغت، لما كان قد أثار من الزلزلة والبلبلة التي أثارها ويثيرها في ذهن كل قاريء. ومن هنا تأتي فرادة هذا النص الذي يؤكد لقارئه في كل سطر، بل في كل جملة، أنه يروي وقائع حقيقية، حدثت لكاتبه، فتحيل المصادفات الغرائبية، الحقيقة إلى وهم، والوهم إلى حقيقة".
ويضيف شعيب: " ينهض السرد في (قيامة الزئبق) على أربع شخصيات بخلاف السارد كلها صور مرآوية (تمثلات) لشخص "مرجان مورغان مرغاي"، الذي يأخذ اسمه من جماع ألقاب الشخصيات الأربع. الأول هو أسعد محمود مرجان، صديق ونديد وزميل الكاتب من الخلوة وحتى الثانوي. يناديه أصدقاؤه، مورغان لثقافته الغربية الموسوعية الرفيعة. والثاني هو روبرت ديفيد مورغان، القاص، من سيراليون زميل الكاتب في كلية القانون بجامعة كييف بالاتحاد السوفيتي، الذي اتخذ لنفسه غرفة مجاورة لغرفة الكاتب دونما اتفاق وصارا صديقين حميمين منذ الأيام الأولى وحتى أكملا الجامعة وعاد كل إلى بلده. والثالث الذي اسمه مطابق لاسم روبرت ديفيد مورغان، شاعر من سيراليون أيضًا، قابله الكاتب بالقاهرة في مؤتمر للكتاب الآسيويين والأفريقيين وذلك بعد 15 عامًا من فراقه لصديقه وزميله بالجامعة، وتصادف نزول ذلك الشاعر بالغرفة المجاورة لغرفة الكاتب بفندق ماريوت بالقاهرة".
إلى جانب اشتغاله على الشعر والأدب عُرف الراحل كمال الجزولي بمواقفه السياسية الشجاعة في مناصرة قضايا المظلومين والمهمشين، إلى جانب كتاباته الدورية في الصحف السودانية، إذ كانت تصدر له أسبوعيًا على مدار سنوات صفحة بعنوان "الرزنامة"، تميزت بتنوعها الموضوعي ما بين السياسة والثقافة والفكر، وباستنادها على لغة خاصة لا يقدر على اجتراحها إلا كاتب وشاعر مثل كمال الجزولي، ما جعلها من أكثر الصفحات مقروئية على مدار السنوات.
أسهم كمال الجزولي بشكل كبير في العودة الثانية لاتحاد الكتاب السودانيين في العام 2006، وتبوأ منصب الأمين العام للاتحاد في إحدى الدورات، وعرف بمناصرته وتشجيعه للأصوات الجديدة في الكتابة الشعرية والسردية والنقدية.
تأسست دار الرزنامة، وفقًا لأصدقاء مقربين من الراحل كمال الجزولي، بمبادرة من أسرته، وتحمل الدار اسم صفحته الأسبوعية الأشهر في الصحافة الثقافية والسياسية في السودان.
أصدر كمال الجزولي خلال مسيرته الأدبية الكثير من الأعمال الشعرية والنقدية، نذكر منها الدواوين الشعرية: "أم درمان تأتى في قطار الثامنة"، و"طبلان وإحدى وعشرون طلقة لـ 19 يوليو"، و"عزيف الريح خلف بوابة صدئة".
وفي السياسة والنقد: "الشيوعيون السودانيون والديموقراطية"، و"الحقيقة في دارفور"، و"النزاع بين حكومة السودان والمحكمة الجنائية الدولية"، والانتلجنسيا نبات الظل.. باب في نقد الذات الجمعي"، إضافة إلى مئات البحوث والدراسات والمقالات في الأدب والقانون والتاريخ والفكر السياسي والاجتماعي، منشورة في عدد من الدوريات المتخصصة والمجلات والصحف الورقية والإلكترونية داخل السودان وخارجه.
في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 رحل الشاعر والسياسي والأديب السوداني كمال الجزولي في العاصمة المصرية القاهرة، بعيدًا عن مدينته التي أحبها أم درمان، التي خرج منها مجبرًا جراء الحرب العنيفة التي اندلعت في السودان قبل رحيله بسبعة أشهر فقط.
الكلمات المفتاحية

الدراما السودانية في رمضان.. "سمفونية القتل والتشريد"
تسعى الدراما السودانية في رمضان 2025، للمّ شمل السودانيين في مناطق النزوح واللجوء عن طريق تقديم أعمال تعكس الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد، بعد أن غطت نيران الحرب على حياة المواطنين وأصبح العنوان الأبرز هو القتل والتشريد.

معرض كتاب مصغر للمؤلفات السودانية بدار تجمع الفنانين في القاهرة
أعلنت مجموعة من دور النشر السودانية عن إقامة معرض كتاب مصغر للناشرين والكتاب السودانيين في العاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من "10 إلى 17" من شهر رمضان المكرم.

"مذكرات جثة منتفخة بالحياة" نصوص قصصية تنبش في أعماق الحرب
عن "دار زهرات البيدر للنشر" وتنسيق وإشراف منصة "منتدى السرد والنقد"، صدرت المجموعة القصصية "مذكرات جثة منتفخة بالحياة"، ويضم الكتاب خمس نصوص عن الحرب، لنخبة من كُتاب وكاتبات القصة، مصحوبة بدراسات نقدية من أقلام مُفكرة.

أسئلة حارقة: ثلاث روايات تناولت الحروب في السودان
الحرب واحدة من الموضوعات الرئيسية التي اشتغلت عليها الرواية السودانية، لاسيما كُتاب ما بعد "الجيل التسعيني"، الجيل الذي تزامن اشتغاله بالسرد مع اتساع رقعة الحروب في السودان، وتأزم الأوضاع عامة في البلاد، قبل أن تصل مرحلة الانفجار الكبير في حرب الخامس عشر من أبريل 2023.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.