هل زار الفضائيون السودان؟
11 يناير 2018
منذ أيام، سطع في سماء العاصمة السودانية الخرطوم جسم غريب أثار جدلاً وتساؤلات هائلة حول حقيقته. وبالرغم من أن الجسم كان يسير بسرعة بطيئة وفي علو منخفض ويأخذ شكل الحرف الانجليزي (s) إلا أنه لم يجلب أي دوي أو إشارة صوتية أكثر من الأنوار الباهرة التي تشع منه، وقد التقط العديد من المواطنيين صورًا للجسم بالهواتف المحمولة.
منذ أيام سطع في سماء الخرطوم جسم غريب أثار جدلاً وتساؤلات حول حقيقته، بين من اعتبره جسمًا فضائيًا ومن تخوف من إمكانية اعتداء صاروخي من دولة مجاورة
بعض التفسيرات ذهبت إلى أن الجسم الغريب من المحتمل أن يكون نتاج اقتران كوكب المريخ مع كوكب المشتري، بينما خاضت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية في سيرة الجسم بطريقة هزلية، واعتبره ناشطون محاولة حكومية لصرف الأنظار عن تدهور الحالة الاقتصادية وموجة الغلاء الطاحنة في البلاد، ومع ذلك لم تصدر أي جهة رسمية بياناً توضح فيه حقيقة الجسم، واكتفت الصحافة برصد ردود الأفعال الشعبية.
اقرأ/ي أيضًا: رسالة "فريلون" نبي الفضائيين لسكان كوكب الأرض
الداعية الإسلامي يوسف الكودة قال لـ"ألترا صوت" إنه رأى الجسم بينما هو ذاهب إلى صلاة الفجر وتوقف لمعرفة ما يدور خصوصاً وأن الجسم خلق تأثيرات كبيرة بالقرب حوله. ويصفه: "كان ثابتاً بلا حراك وحوله ضباب أبيض مثل السُحب وبشكل دائري، قادم من جهة الجنوب تقريباً بميلان قليل للغرب الجغرافي"، ويرد الكودة على تفسير من يقولون إنه مركبة فضائية أو طائرة أنه لا يعقل أن يشاهد في أكثر من مدينة سودانية بوقت واحد، وهذا يعني بالنسبة له أنه "أشبه بالكوكب أو جسم فضائي آخر".
مخاوف الكودة والمصلين في صباح ذلك اليوم توقعت الإعلان عن توجيه اعتداء صاروخي من دولة أخرى، خصوصاً وأن السودان يخوض صراعاً مع بعض دول الجوار بينما يقاتل الجيش السوداني في أتون الحرب السعودية الإماراتية في اليمن، لكن المصلين وجدوا أن الجسم قد اختفى، بعد خروجهم من المسجد، بينما اتسع الحديث وتطابقت الأوصاف حوله، لدرجة أن الجسم شغل مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا يعني أن الجسم لوحظ في أماكن متباعدة مما فُسر أن الجسم كبير للغاية، وهو ما فاقم الجدل.
بلا مواربة يمكن القول إن الصور التي التقطت للجسم أظهرت هالة أظهرت شكلًا غريبًا لم يعهده السودانيون، وأوصافًا متطابقة قريبة لما تصوره أفلام الخيال العلمي. بينما بدأت بعض وكالات الأنباء العالمية تتناقل الخبر. واعتبر العالم الهولندي، ماركو لانغبروك، المتخصص في مجال الأقمار الصناعية وعلوم الفضاء، أن الجسم الغريب الغامض الذي شوهد في سماء الخرطوم، من المرجح أن يكون المركبة الفضائية الأمريكية "زوما"، التي فشلت عملية إطلاقها وسقوطها في المحيط.
اقرأ/ي أيضًا: الرجال الآليون... اختلال السلطة البشرية
بينما قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن المركبة "زوما" كان يفترض أن تؤدي مهاماً سرية للجيش الأمريكي حول مدار الأرض، إلا أن القيادة الاستراتيجية الأمريكية التي تراقب الأجسام الصناعية في الفضاء قالت إنها لم تلتقط جسماً جديداً حول الأرض منذ عملية الإطلاق، وهذا يفاقم الغموض أكثر حول الجسم الذي سطع في سماء الخرطوم فجأة واختفى دون أن يترك أثراً.
خاضت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية في سيرة الجسم الغريب بطريقة هزلية واعتبره ناشطون محاولة حكومية لصرف الأنظار عن تدهور الحالة الاقتصادية وموجة الغلاء
الدكتور أنور محمد عثمان، خبير الفلك وعلوم الفضاء السوداني، دحض لـ"ألترا صوت" كل الروايات التي تحدثت عن أن الجسم مجرد التحام لكواكب أخرى، أو أنه سقوط صاروخ، وقال إن "الالتحام والسقوط كان سوف يخلق فرقعة صوتية وسيرى الناس الأجزاء وهي متناثرة حولهم، لكن هذا لم يحدث".
ويصف عثمان الجسم بالغريب فعلاً كون لديه أجنحة ويشع النور في منتصفه، وهو بالضبط جاء من جهة الشمال الغربي واتجه إلى الجنوب الشرقي، بسرعة محددة بطيئة ومنظمة، ويضيف: "حتى لو كان صاروخًا، ما كان يفترض أن يسير بهذا الانتظام، ولو بقايا صاروخ كنا سوف نشاهده وهو يتساقط، لكنني أعتقد أنها مركبة فضائية قادمة من كوكب أخر، ودليلي أنها سائرة بصورة منتظمة وبشكل دائري"، ولا يستبعد أنور عثمان أن يكون الفضائيون قد زاروا السودان ضمن زياراتهم المستمرة لكوكب الأرض، وفي محاولة لاستكشاف ما يدور، خصوصاً وأن الجسم متطور جداً، وجاء في الفجر لأن جنوب الكرة كان مُضاء.
الخبير الفلكي عثمان يعتبر المركبة التي زارت السودان من استعمال سكان غيرنا، وهذا تأكيد لنظرية، يتبناها البعض، أننا لا نعيش وحدنا في هذا الكون، ويخلص إلى أنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مراكب فضائية لاستكشاف الكرة الأرضية، بل أن الكون مليء بملايين الكواكب والمجرات والشموس، وقد ظهر نفس هذا الجسم في السودان بداية سبعينيات القرن المنصرم ومنتصف التسعينيات، كما أن احتمالات وجود حياة أخرى حولنا كبيرة جداً، بحسب الخبير الفلكي، وكوننا لم نتعرف عليها فلا يعني عدم تصديقها.
على هذا النحو فإن معظم الروايات متطابقة في وصف الجسم الذي سطع في سماء السودان، مختلفة في تفسير حقيقته، بينما ترفض الحكومة الإدلاء بأي تصريح أو بيان، ويفسر البعض ذلك بعدم توصلها إلى معلومة قاطعة، فهل يعني هذا أن الفضائيين قد زاروا السودان؟
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

"الكاف" يرفض إقامة مباريات الهلال السوداني والأهلي المصري في ليبيا
رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، طلب نادي الهلال السوداني باعتماد ملعب "شهداء بنينا" في بنغازي لاستضافة مباراة الرد ضد الأهلي المصري، في إياب دوري مجموعة أبطال أفريقيا مطلع نيسان/أبريل 2025.

تقاليد رمضان السودانية.. كيف تصمد في دول المهجر؟
تقاليد رمضان السودانية جزء أصيل من الهوية السودانية، ولا يمكن تصور أن يمر الرمضان على السوداني دون أن يشم رائحة الآبري أو يحضر الرقاق لتناول سحور مميز

"اليقين" زاد السودانيين في الشهر الفضيل
النساء السودانيات عميقات التدين بطبعهن، وكأنهن يرضعن تلك الميزة أمًا عن جدة، محافظات على صلاوتهن وأورادهن وكثيرات الصوم تطوعًا وفي أيام المناسك المتعددة. وأكاد أجزم إن في كل أسرة سودانية تكون المرأة "الأم – الأخت" هي المحفز الأول للصغار على تعلم الصوم، والصبر على الجوع والعطش، لاسيما في أجواء السودان الساخنة.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.