هل أضاع السودان مساعدات ألمانية ضخمة؟
30 مارس 2023
شكلت زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في آذار/مارس 2020 إلى العاصمة السودانية الخرطوم التي كانت تخطو في ذلك الوقت أولى خطواتها بعد التخلص من نظام المعزول والخروج من عزلة دولية – شكلت دافعًا لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك لطلب مساعدة برلين في قطاعات النقل والموانئ والطاقة.
صوت البرلمان الألماني على رفع القيود والتعاون مع السودان وتقديم الدعم التقني ومع ذلك تركل الخرطوم جميع هذه الفرص
تتحرك برلين في الملف السوداني منذ استضافة المفاوضات بين المعارضين ونظام المعزول، وكثيرًا ما نجحت في إحداث اختراق، وربما نصحت الدبلوماسية الألمانية الرئيس الألماني بضرورة زيارة الخرطوم التي كانت قد غادرت للتو "حقبة سوداء" بأن هذه العملية ستدمج هذا البلد الأفريقي الكبير والشاسع ضمن المنظومة العالمية.
سارعت ألمانيا إلى الإعلان عن "مساعدات جدية مباشرة"، وابتدرت ذلك بمنحة مساعدات مالية مباشرة قدرها (80) مليون يورو، ثم أعلنت عن مساعدات تقنية قيمتها نحو (15) مليون دولار لتطوير جهاز التحكم في الكهرباء في العاصمة السودانية، ولم ينفذ المشروع لأن الجانب السوداني كان غارقًا في توفير الخبز والوقود، والتغلب على الطوابير اليومية للمواطنين للحصول على السلع الضرورية مثل غاز الطبخ؛ فصانع القرار في وزارة الطاقة السودانية في ذلك الوقت وهما الوزيران المتعاقبان تواليًا عادل إبراهيم وعبدالرحمن خيري يبدو أنهما لم يستوعبا الرغبة الألمانية في المساعدات الفنية المباشرة بدلًا عن تقديم الأموال.

تحديث مركز التحكم الرئيسي وتطويره بالتكنولوجيا الألمانية التي لديها باع طويل في قطاع الطاقة، يعني قفزة كبيرة لقياس الطاقة المنتجة وتوزيعها وخفضها وتجنب الأحمال ومعرفة الخلل والقراءات الصحيحة للكميات في الشبكة العامة، لكن هذه الطموحات ذهبت أدراج الرياح.
واصلت برلين في تقديم المساعدات إلى السودان، وبدأت مشروع تطوير وتحديث الخطوط الجوية السودانية (سودانير) عبر شركتها العملاقة "لوفتهانزا" التي أرسلت بعثة إلى العاصمة السودانية الخرطوم في العام 2021، وبدأت في تقييم الوضع مع مسؤولي وزارة النقل و"سودانير". وطبعًا لم يكتمل المشروع الذي حددت الشركة مدته بثلاث سنوات، جراء الانقلاب الذي نفذه العسكريون في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وكانت ألمانيا أول دولة قررت تجميد المساعدات والتعاون مع السودان ضمن دول الاتحاد الأوروبي.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي زار الخرطوم في أيلول/سبتمبر 2019 بعد أيام قليلة من تشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة عبدالله حمدوك لم يغادر العاصمة السودانية قبل أن يردد الأناشيد من "أرض الاعتصام" قرب القيادة العامة مع الفتيات والشبان، مقدمًا مواساته للسودانيين في المجزرة التي كادت أن توأد أحلام الشعب.
ويبدو أن الحكومة الانتقالية في ذلك الوقت، وهي تستقبل وزير الخارجية الألماني وبعد أقل من أربعة أشهر تستقبل الرئيس الألماني، لم تستطع استيعاب الرغبة الألمانية في دفع الخرطوم إلى الأمام من منطلق الموقع الإستراتيجي لهذا البلد.
وفي حزيران/يونيو 2021 تعاقدت وزارة النقل السودانية مع شركة "هامبورج" الألمانية الاستشارية لتطوير الميناء الجنوبي في بورتسودان، بما في ذلك تطوير عمليات سحب الحاويات وتفريغها في زمن قياسي وزيادة سعة الحاويات ووضع نظام للصيانة المبرمجة والدورية للميناء الجنوبي.
إن هذه المشاريع الألمانية كانت تهدف إلى وضع السودان على "منصة تأسيس مؤسسات الدولة التي قد تدر عليها دخلًا ماليًا تمكن الحكومة من الحصول على موارد مالية بدلًا عن الاقتراض أو المنح الخارجية".
دفع السودان ثمن انسحاب ألمانيا من المشاريع التي بدأت العمل فيها غاليًا حينما وقع انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وما يزال يدفع ثمن هذا الانسحاب بتراجع هذه القطاعات وتدهورها.
تحين الفرص للدول الأقل نموًا مرة أو مرتين، وهناك قادة سياسيون وزعماء يحاولون استغلال هذه الفرص لتحسين حياة شعوبهم، وهناك من لا يكترثون لها في سبيل توطيد السلطة التي بيدهم أولًا قبل كل شيء.
ربما امتلك عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق قدرة على استيعاب الفرص التي أتت إلى السودان، لكنه عمل في ظل توازن حساس حسب ما كان يردد، توازن بين عسكريين يتربصون وأحزاب لم تستوعب بعد أن هذا البلد شاسع ومترام ولا يدار من "الخرطوم" بعقلية "أركان النقاش".
وبعد مرور ثلاثة أعوام على اهتمام برلين بهذا البلد وتوقف هذا الاهتمام جراء الانقلاب العسكري، فإن الأمور لو سارت دون تقويض للحكم المدني، فمن المرجح أن السودانيين كانوا سيودعون قطوعات الكهرباء على الأقل إذا استمرت ألمانيا في التعاون مع السودان، مع الأخذ في الاعتبار جدية الجانب السوداني برئاسة عبدالله حمدوك وعدم انشغاله بصراعات العسكريين والسياسيين، إلى جانب وضع مشاريع الطاقة في السودان على الطاولة لتنفيذها عبر ألمانيا. والفرصة ما تزال سانحة أمام السودانيين حسب مجريات الأمور للاستفادة من الرغبة الألمانية في تقديم الدعم التقني والفني للمشاريع الكبرى التي تتمثل في الطاقة والنقل والموانئ، فهل يتمكن صانع القرار الحكومي في "الخرطوم" من استغلالها لمصلحة الشعب السوداني؟
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.