رأي

مواكب سبتمبر والعزم على تحقيق شعارات الثورة

1 أكتوبر 2021
قطار.jpg
مواكب 30 ديسمبر (الترا سودان)
وائل محجوب
وائل محجوبكاتب وصحفي من السودان

قالت مواكب دعم الحكم المدني كل ما أرادات قوله وأرسلت رسائلها في كل اتجاه بعدما ميز الثوار مواقفهم "بميزان الموية"، وكان بصرهم حديد، لم يربكهم الصراع السياسي الدائر بين المكونين المدني والعسكري للسقوط في مصيدة "مع وضد"، في سقوفاته المتدنية التي لا صلة لها بجوهر أهداف وشعارات الثورة، والتي أرادت بعض القوى السياسية جر الناس إليها، تقوية مواقفها في صراع واقتتال بعيدًا عن ضفة الثورة وشعاراتها؛ صراع السلطة.

هذه المواكب لن تخوض معركة أحد، ولن تساوم في قيم الحرية والسلام والعدالة، ولن تتنازل عن مطالب الثورة

دعمت المواكب، الحكم المدني في مواجهة مخططات الانقلابات.. عسكرية كانت أم "خاتف لونين"، ولم تدعم الحكومة الانتقالية التي أصمت آذانها عن كل هتافاتهم ومطالباتهم على مدى عامين.

اقرأ/ي أيضًا: "الديسمبريون".. طريق ثالث لإعادة الأمل في الثورة السودانية

ساندت شعارات وأهداف الثورة ولم تساند أحزاب الحاضنة، التي مضت في حكمها عكس اتجاه الجماهير وتماهت مع تغييب شعاراتها وأهدافها، وأرسلت رسائلها واضحة للطامعين في وراثتها سياسيًا من المتسابقين نحو كراسي الحكم.

أعلت المواكب القيمة العظمى للوطن، وخطت طريقها ومسارها، وحددت بوضوح معيارها للحكم الذي تريد، وربطته ودعمها بالثورة، فهي لن تخوض معركة أحد، ولن تساوم في قيم الحرية والسلام والعدالة، ولن تتنازل عن مطالب الثورة.

ذكاء وعبقرية الشعب السوداني وثواره هي ما يستعصى على فهم أصحاب العقل الانقلابي من العسكر ومشايعيهم من مطاردي السلطة من ناحية، والأحزاب التي عزلت نفسها حينما اعتبرت الحكم غنيمة، والتحالف السياسي مدخلًا للسيطرة والهيمنة والمحاصصات، وأدارت ظهرها للشارع طوال عامين من الانتقال، بل حاولت مرارًا إثناء الجماهير من التعبير عن آرائها ومطالبها التي ما تراجعت عنها، ولزمت الصمت حينما تم قمع وضرب المواكب والمليونيات، وهي ترى من تقدموا للصفوف واحتلوا المواقع يتنصلون منها ويمضون عكس اتجاهها، حتى وصلنا لمرحلة يتبجح فيها أنصار الإنقاذ وسدنتها علنًا، ويحتلون المنابر الإعلامية يسخرون من الثورة ويكيدون لها ولقواها دون حسيب أو رقيب، ويتندرون على شهدائها، ويكفي فقط للتدليل على ذلك ما عايشناه طوال يوم أمس في رحلة قطار عطبرة الملحمي للخرطوم وما تعرض له لنعرف أي طريق سلكت هذه المنظومة لعامين.

هذه المواكب هي الطريق الثالث الذي ستسلكه وتمضي فيه جماهير الشعب، لـ"استعدال" هذا العوج الماثل و"القادم"، وتصحيح المسار الذي لا رجعة عنه إلا بالنصر الكامل على من يطمحون ويسعون لوأد الثورة والسطو عليها، وهي رسالة تقول بوضوح إننا لسنا بين فكي الرحى، ولا تنعدم خياراتنا لحد المفاضلة بين أهون الشرين وأخف الضررين، وأن المطلوب التزام وتحقيق كامل لأهداف الثورة ومطالبها بغير تزييف أو تدليس.

لقد خرجت المواكب وستواصل الخروج ضد اختطاف الانتقال، وضد الانقلابات العسكرية والمدنية و"خاتف لونين"، وضد المتسلقين الذين أضاعوا شعارات وأهداف الثورة، وضد المرجفين الذين يروجون بؤسهم وضعفهم بالحديث المكرور عن المصالحة، بينما يتجول القتلة والمفسدين طلقاء، وضد الانتهازيين ولصوص الثورات الذين سدوا الآفاق واحتلوا المنابر وتقدموا الصفوف.

هذه المواكب هي رفض لتغول وهيمنة العسكر على مسار الانتقال والحكم الانتقالي، وللمدنيين الذين سمحوا لهم بذلك تنازلًا وضعفًا وتواطؤ، ولكل ما يجري حاليًا من ضعف وانعدام للحس الثوري وانعدام للكفاءة والخبرة في إدارة العمل التنفيذي والسياسي، وضد ما يجري من استهتار واستهانة بشعارات الثورة وضعف مزر في التعامل مع سدنة العهد البائد.

هذه الثورة يحرسها وعي الشعب والثوار، والجموع التي خرجت تدافع عن ثورتها من جميع مختطفيها عسكرا وأحزاب، وهي تعلم الفجر الصادق من الضليل الكذوب، تدرك أن هذا الصراع الراهن في جوهره هو مقدمات للانقضاض الشامل وتقويض أي مكتسب للثورة.

ستمضي المواكب في طريقها لاسترداد الوطن والنهوض المتوالي ضد الردة والتآمر ولانتزاع البلاد التي بذلت الدماء رخيصة في سبيلها

ولكنها تدرك أيضًا أن القوى التي اختطفت المشهد لعامين كاملين أضرت بالثورة وأهدافها ضررًا فادحًا وقدمت نموذجًا سيئًا بالتنصل عن الشعارات والمبادئ والتعهدات، وبددت رصيدها في الصراع والتناحر والكيد لبعضها البعض والتربص، وستمضي في طريقها لاسترداد الوطن والنهوض المتوالي ضد الردة والتآمر ولانتزاع البلاد التي بذلت الدماء رخيصة في سبيلها.

اقرأ/ي أيضًا

وسط ترقب وحذر.. ما هو مستقبل شراكة الانتقال في السودان؟

عضو مجلس السيادة "التعايشي" يلتقي توت قلواك

الكلمات المفتاحية

العاصمة-الخرطوم.jpg

من يفكر للسودان؟

يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…


فيلم وحوش لا وطن.jpg

وحوش السودان أيضًا بلا وطن

الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.


الدعم السريع.jpg

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟

منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…


محمد حمدان دقلو - حميدتي.jpg

النسج الخرافي بشأن اختفاء قائد الدعم السريع حميدتي

عند الشهر الثاني بالضبط من اندلاع الحرب السودانية "15 نيسان/أبريل 2023"، بدأ المخيال الشعبي في نسج الحكايات الغرائبية عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert