رأي

لماذا جدد مجلس الأمن عقوباته على السودان؟

9 مارس 2023
مجلس الأمن.jpg
صورة أرشيفية (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

تتعلق العقوبات المفروضة على السودان من مجلس الأمن الدولي منذ 2005 بسبب انتهاكات نظام البشير في إقليم دارفور – تتعلق بحظر بيع الأسلحة للسودان وتجميد أصول الأفراد المتورطين في الانتهاكات وقيود على سفرهم.

تأخر الترتيبات الأمنية وعدم توفر الإرادة السياسية لاستيعاب مقاتلي الحركات في الجيش جميعها عوامل لم تسعف الخرطوم في إلغاء العقوبات

وأكد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء تمديد العقوبات الدولية المفروضة على السودان عامًا واحدًا، مع دعوات الخرطوم المتكررة إلى إلغائها. وصوتت (13) دولة لصالح قرار التمديد إلى 12 آذار/مارس 2024، فيما امتنعت روسيا والصين عن التصويت.

آثار هذه العقوبات ربما انحصرت على حرمان السودان من صفقات السلاح مع دول لديها تكنولوجيا متقدمة في هذا القطاع مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ولكن كان تأثير البنود المتعلقة بالقيود على السفر وتجميد الأصول ضعيفًا "بعض الشيء"، إذ تندرج هذه العقوبات في أضابير الأمم المتحدة تحت مسمى "عقوبات الأفراد".

https://t.me/ultrasudan

في معرض مداولاته بشأن العقوبات المفروضة على السودان والتي تجدد في الـ12 آذار/مارس من كل عام، يرى مجلس الأمن أن القادة السودانيين لم ينفذوا الجانب المتعلق بنشر السلم والأمن في إقليم دارفور حتى الآن، كما عمّق انقلاب 25 أكتوبر الأزمات والاضطرابات الأمنية، وعليه لا يمكن إلغاء العقوبات في هذا الوقت؛ فخلال عام واحد فقط وقعت أكثر من (250) حادثة أمنية في بعض المناطق في البلاد – حسب إحصائيات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

ربما يمكن القول إن العقوبات لا تمس مصالح السودانيين بصورة مباشرة في الاقتصاد أو حركة السفر أو التكنولوجيا، كما هو رائج في مثل هذه الإجراءات الأممية، بقدر ما هي عقوبات مرتبطة بالأشخاص المتورطين في الانتهاكات، ولكن عقوبات حظر السلاح مرتبطة بتسليح القوات النظامية.

وتبرر الحكومة السودانية القائمة حاليًا طلباتها المتكررة برفع العقوبات بتحسن الأوضاع على الأرض في إقليم دارفور، لكن المجتمع الدولي لا يرى ذلك؛ فبوتيرة شبه يومية تتحدث الأنباء عن وقوع أعمال عنف مسلحة آخرها هجمات منطقة بليل شرق مدينة "نيالا" عاصمة ولاية جنوب دارفور.

هذه الانتهاكات تظل عقبة أمام رفع العقوبات المفروضة على الأفراد الذين يعرقلون عملية السلام كما ينص القرار (1591).

ووقفت ثلاث دول وراء قرار تمديد العقوبات، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وترى هذه الدول أن الوضع في السودان ما يزال محاطًا بالمخاطر، بل أن الوضع الأمني في بعض المناطق –مع التحسن الطفيف– مرشح للانهيار في أي وقت.

تعتقد هذه الدول أنه لا يمكن إلغاء العقوبات دون تحقيق انتقال مدني تحت حكومة يقودها مدنيون يعملون على ترتيب عملية السلام في مناطق مهددة بالهجمات الأمنية، ولذلك جاء التمديد لعام قادم، فربما تجري "مياه تحت الجسر".

أما الخرطوم التي رمت أوراقها على الطاولة فقد استندت إلى تحسن الوضع في إقليم دارفور وتوقيع اتفاق السلام مع بعض الحركات المسلحة. ومع ذلك يبدو أن التعثر في الترتيبات الأمنية عزز قناعة الدبلوماسيين في مجلس الأمن الدولي –خاصةً واشنطن وباريس ولندن– بعدم وجود أي تقدم في تحقيق استقرار مستدام.

وبينما تعلل الخرطوم تأخر الترتيبات الأمنية بعدم توفر التمويل المالي، وتطلب نظير إتمام هذه العملية واستيعاب المقاتلين في الجيش الوطني أكثر من (100) مليون دولار، لكن في الوقت نفسه ينبغي أن نشير إلى أن عملية الترتيبات الأمنية لا تشكو من نقص التمويل فحسب، فـ"الإرادة السياسية" هي الأداة الرئيسية لتنفيذ هذا البند.

ربما انعكس الصراع الروسي الأمريكي على هذا القرار، خاصةً أن الولايات المتحدة في حالة عدم يقين تجاه توجه القادة السودانيين

أخيرًا قد يكون هناك شعور بالدهشة من تصويت بعض الدول الحليفة للحكومة السودانية القائمة لتمديد العقوبات، لكن لتبيان هذا التحول المفاجئ يجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية التي ترفض رفع العقوبات لديها أوراق بحوزتها ومصالح مع هذه الدول أكبر من مصالحها مع الخرطوم.

ربما انعكس الصراع الروسي الأمريكي على هذا القرار، خاصةً أن الولايات المتحدة في حالة عدم يقين تجاه توجه القادة السودانيين شرقًا أو غربًا في علاقاتهم الخارجية الإستراتيجية.

الكلمات المفتاحية

العاصمة-الخرطوم.jpg

من يفكر للسودان؟

يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…


فيلم وحوش لا وطن.jpg

وحوش السودان أيضًا بلا وطن

الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.


الدعم السريع.jpg

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟

منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…


محمد حمدان دقلو - حميدتي.jpg

النسج الخرافي بشأن اختفاء قائد الدعم السريع حميدتي

عند الشهر الثاني بالضبط من اندلاع الحرب السودانية "15 نيسان/أبريل 2023"، بدأ المخيال الشعبي في نسج الحكايات الغرائبية عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert