رحلة السودان إلى أمم أفريقيا 2025.. إنجاز تاريخي بقيادة أبياه

قال موقع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" إن المدرب الغاني جيمس كواسي أبياه حقق إنجازًا تاريخيًا بقيادته المنتخب السوداني للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025، رغم التحديات الهائلة التي واجهها الفريق بسبب الحرب التي أجبرت صقور الجديان على خوض جميع مبارياتهم خارج أرضهم. ويُعد هذا التأهل إنجازًا استثنائيًا بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. تأهل السودان جاء على حساب منتخب غانا، وهو ما أضفى طابعًا خاصًا على هذا الإنجاز بالنسبة للمدرب الذي سبق أن قاد منتخب بلاده في كأس العالم 2014.

 أعرب أبياه عن فخره بتحقيق هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن تأهل السودان أسعد الشعب السوداني بعد سنوات طويلة من الغياب عن البطولة القارية

وفي مقابلة مع موقع الكاف، أعرب أبياه عن فخره بتحقيق هذا الإنجاز، مشيرًا إلى أن تأهل السودان أسعد الشعب السوداني بعد سنوات طويلة من الغياب عن البطولة القارية. وأكد أن فريقه مستعد لمواجهة أي خصم في النهائيات دون تفضيل معين، حيث يعتبر الاستعداد والثقة هما المفتاح لتحقيق النجاح.

وعند سؤاله عن رسالته الأولى للاعبين عند توليه تدريب المنتخب، أوضح أبياه أنه شدد على ضرورة التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، ووافق المسؤولون السودانيون على إدراج هذه الأهداف في عقده. وأشاد المدرب باستجابة اللاعبين والتزامهم بالعمل الجاد لتحقيق هذه الأهداف.

وفيما يتعلق بأسلوبه التدريبي، أشار أبياه إلى أنه استفاد من تجربته السابقة في السودان بين عامي 2014 و2015، حيث تعرف على الثقافة الكروية السودانية واختار مجموعة من اللاعبين الشباب الذين انضم بعضهم لاحقًا إلى المنتخب الوطني. وأكد أن وجود هؤلاء اللاعبين ساهم في تسهيل عملية تبني الفريق لفلسفته التدريبية.

وحول كيفية تحفيز الفريق في ظل الحرب وغياب كرة القدم المحلية، قال أبياه إنه كان يذكر اللاعبين بأنهم يمثلون مصدر السعادة الوحيد لشعبهم، رغم الظروف القاسية التي يمر بها السودان. وأكد أن الفريق تعامل مع كل ملعب لعب فيه كأنه يخصهم، مما ساهم في التغلب على تحدي خوض جميع المباريات خارج الأرض.

أما بخصوص التحديات الناتجة عن غياب الدوري المحلي، أوضح أبياه أنه اعتمد على لاعبي ناديي الهلال والمريخ، مع التركيز على اللاعبين الذين يواصلون اللعب في الخارج، وخاصة في ليبيا، للحفاظ على مستويات اللياقة البدنية.

وفي حديثه عن مواجهة السودان لغانا في التصفيات، أوضح أبياه أنه كان يأمل في تأهل المنتخبين معًا، لكنه أبدى أسفه لعدم تمكن غانا من التأهل، مؤكدًا أن كرة القدم تتطلب الاستعداد الجيد لكل بطولة.

وأضاف أبياه أن السودان يمتلك لاعبين مميزين يتمتعون بالقوة البدنية والطموح، إلا أن غياب الدوري المحلي يحد من الخيارات المتاحة، مشيرًا إلى أن الدعم والإعداد المناسبين يمكن أن يساعدا الفريق في تحقيق إنجازات كبيرة.

وأكد أبياه أن الهدف في كأس الأمم الأفريقية 2025 ليس مجرد المشاركة، بل المنافسة على اللقب، مشددًا على أن العقلية الصحيحة هي المفتاح للوصول إلى النجاح.

وأشار المدرب إلى أن التعامل مع التأثير النفسي والعاطفي للحرب كان تحديًا كبيرًا، حيث فقد بعض اللاعبين أفرادًا من عائلاتهم، ما تطلب دعمًا نفسيًا مستمرًا لضمان جاهزيتهم للمباريات.

وشدد أبياه على مسؤوليته كمدرب أفريقي في رفع مستوى كرة القدم بالقارة، معربًا عن أمله في أن يلهم نجاحه مع السودان المزيد من الثقة في المدربين الأفارقة.

واختتم أبياه حديثه برسالة إلى الشعب السوداني، دعا فيها إلى مواصلة دعم الفريق والعمل من أجل السلام، مؤكدًا أن كرة القدم لديها القدرة على توحيد الأمة.

الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كان قد وضع أبياه في قائمته لأفضل المدربين الأفارقة

يذكر أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كان قد وضع أبياه في قائمته لأفضل المدربين الأفارقة، ورشحه للفوز بجائزة العام 2024 لأفضل مدرب، تقديرًا للجهود التي بذلها مع المنتخب الوطني في سلسلة من المباريات المهمة التي خلت من الهزائم.

المنتخب الوطني السوداني أكد حضوره بين كبار المنتخبات في عام 2024، رغم التحديات التي فرضتها الحرب. اضطر "صقور الجديان" لخوض مبارياتهم خارج السودان، حيث استضافت ليبيا، الدولة الشقيقة، بعضًا من لقاءاتهم الرسمية، مما أتاح للمنتخب الاستفادة من الدعم الجماهيري للجالية السودانية هناك. كما أقام المنتخب معسكرات تدريبية في المملكة العربية السعودية، بهدف رفع جاهزيته الفنية والبدنية استعدادًا للاستحقاقات القارية والدولية.

ورغم صعوبة الظروف وتحديات الترحال، تمكن المنتخب السوداني من التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025 التي ستقام في المغرب، بعد أن حلّ في المركز الثاني بمجموعته برصيد 8 نقاط، خلف المنتخب الأنغولي المتصدر. هذا الإنجاز الكبير بعث الأمل في نفوس الجماهير السودانية بتحقيق نتائج إيجابية في البطولة المقبلة رغم العقبات.