رأي

"ثورة الصور" في السودان.. المستقبل لمن يحترفون التصوير  

17 مايو 2022
53136537_303.jpg
محمد حلفاويصحفي سوداني

تُغري "ثورة الصور" على مواقع التواصل الاجتماعي، السودانيين على التقاط صور في مناسبات متعددة، ويمكن القول إن المستقبل القادم في هذه البلاد لمجالات الصورة، ستكون لمن يحترفون هذه المهنة.

قديمًا كانت الصور تُحفظ ضمن "دفاتر الذكريات" مع خزانة الملابس، أو على المنضدة أو معلقةً على الجدران، لكن الصور اليوم تحفظ في الهواتف النقالة وتُنشر كلما حانت اللحظة المناسبة.

تطورت مراسم الزواج إلى جلسات تصوير العروسين نتيجة لتأثير "ثورة الصور"

تأتي لحظة نشر الصور، كلما شعر الأشخاص بتطاول الروتين أو المناسبات الاجتماعية بغرض التوثيق على مواقع التواصل الاجتماعي، فالسودان يكاد يكون بلدًا مليئًا  بالطقوس الاجتماعية المتنوعة، مثلًا في حفلات الزواج ما عليك سوى مشاهدة العروس التي تُزف إلى زوجها وهي ترتدي "القرمصيص"، تنتهي الطقوس مع انتهاء مراسم الزواج لكن تستمر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تُذكر هذه السيدة بتلك الليلة التي تعد أهم ليلة في حياتها.

وتطورت مراسم الزواج إلى جلسات التصوير الخاصة بالعروسين في الهواء الطلق أو مبنى تاريخي مثل جامعة الخرطوم أو شارع النيل، وفي الغالب تتحكم "ثورة الصور" على المجتمعات في العاصمة الخرطوم كونها توفر معينات التصوير أكثر من المدن خارجها.

تيليغرام

تتحكم "ثورة الصور" في الشبكات الاجتماعية على أمزجة الأشخاص الأكثر استخدامًا لها، فبينما يعيشون في مناطق واحدة ضمن مجتمعات لا علاقة لها بالمنصات الاجتماعية في أطراف المدن، ومجموعات تمتهن الأعمال الشاقة لا تجد وقتًا لتتصفح الشبكات الاجتماعية، إلا أن "ثورة الصور" تغزو جميع المجتمعات لتضعها في قلب هذا العالم الافتراضي.

تبدو حزينًا أو تشعر بالضجر أو تريد الهروب من واقعك المُحاط بالإحباط، تلجأ إلى نشر صورة على حسابك الشخصي على "فيسبوك" أو "تويتر"، هكذا يعبر البعض لتحويلهم مزاجهم إلى مزاج بحاجة إلى الإطراءات خاصة فئة المراهقين ممن يرتادون الكليات الجامعية في المدن.

تحول "فيسبوك" إلى مستودع للصورة من شتى أنحاء البلاد متفوقًا على المنصات الأخرى ومحركات البحث، وإذا ما استخدمت محرك البحث في "فيسبوك" قد تجد صور متعددة من مناطق مختلفة، عكس محركات البحث الأخرى الأقل اتساعًا لنطاق الصور، هذا بفضل لجوء السودانيين الى استخدام الصور في "فيسبوك".

قفزت "ثورة الصور" على الشبكات الإجتماعية بالقيمة المادية لأجهزة الكاميرا التي كادت أن تفقد بريقها وكانت محصورة في حدود الإجراءات الرسمية وأغراض الهوية والبطاقات الشخصية، واليوم تُباع بمئات الدولارات، وآلاف الدولارات للأكثر جودة، لأنها مطلوبة بشدة.

وتُعرض الكاميرا على الشبكات الإجتماعية فما أشبه بالمزادات الإلكترونية، تُباع وتتداول بين هواة التقاط الصور، وبين أشخاص قرروا احتراف هذه المهنة وآخرهم المصور السوداني فائز أبو بكر الذي فاز بجائزة دولية في هولندا وتسلمها الأسبوع الماضي.

"ثورة الصور" في السودان نهضت مع الثورة الشعبية أيضًا، فالصور المتداولة للتظاهرات واعتصام القيادة العامة قرب مقر وزارة الدفاع في العام 2019 أحدثت تحولات كبيرة، ووضعت الصورة ضمن أبرز الاهتمامات الاجتماعية والفنية والرسمية.

يضع الفنانون المصورون للقطات الأكثر تداولًا على الشبكات الإجتماعية أنفسهم بين مخاطر جمة أثناء التظاهرات الشعبية ضد الحكم العسكري في السودان، لأن رجال الأمن لا يميزون بين الصحافي والمتظاهر، كما يضطرون للسفر خارج المدن، مثل مخيمات النزوح،أو مناطق الإنتاج.

سيكون المستقبل لـ"ثورة الصور" في السودان، خلال الفترة القادمة مع تنامي استخدام منصات "فيسبوك" و"واتس آب" في أوساط السودانيين و"تويتر " إلى حد ما، إضافة إلى ذلك نجد أن السودان يذخر بالمناظر الطبيعية والمجتمعات المتنوعة التي تقدم يوميًا المئات من المواضيع الشيقة التي تضعها الصور على طاولة الاهتمامات.

ستكون الصور هي المتحكمة على مواقع التواصل الاجتماعي مع صعود متنام لمستخدمي هذه الشبكات، ورغبة المطورين في خفض التدوينات والتغريدات والاعتماد على تأثير الصورة على المُتلقي.

سُلطة الصورة تتحكم في السودانين بالخارج وتزيد أحزانهم أو تنقصها 

نقلت "ثورة الصور" عادات السودانيين واحتفالاتهم وحتى أحزانهم على الشبكات الاجتماعية، ولم تنجو لوعات السودانيين بالخارج من "سلطة الصوره" عليهم فالسنوات التي عاشوا فيها بعيدًا عن وطنهم يعوضونها بمشاهدة بعض الصور من تلك القرى أو المناطق التي غادروها بحثًا عن كسب المال.

وإذا ما ارتفعت استخدامات الصور على الشبكات الاجتماعية، إلى معدلات عالية فهذا سيكون بفضل هواة تحولوا إلى محترفين يجنون المال، ويهتمون بالجودة العالية.

يضع الفنانون المصورون للقطات الأكثر تداولًا على الشبكات الإجتماعية أنفسهم بين مخاطر جمة أثناء التظاهرات الشعبية ضد الحكم العسكري

وعندما يكون الحديث عن جودة الصور على الشبكات الاجتماعية، تُركز عليها الفنانات اللاتي يستعن بالمصورين المحترفين لالتقاط صور لهن أثناء إحياء الحفلات الجماهيرية، فهن في هذا الوقت يكن في قمة الأناقة حسب ما يعتقدن.

ويفضل السودانيون، شراء الهواتف النقالة الذكية، وأول سؤال يوجهه المُشتري إلى بائع الهواتف في هذا القطاع الذي يرافق "ثورة الصور" جنبًا إلى جنب لتلاقي أدوارهما على الشبكات الإجتماعية، يكون عن جودة كاميرا الهاتف.

الكلمات المفتاحية

العاصمة-الخرطوم.jpg

من يفكر للسودان؟

يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…


فيلم وحوش لا وطن.jpg

وحوش السودان أيضًا بلا وطن

الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.


الدعم السريع.jpg

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟

منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…


محمد حمدان دقلو - حميدتي.jpg

النسج الخرافي بشأن اختفاء قائد الدعم السريع حميدتي

عند الشهر الثاني بالضبط من اندلاع الحرب السودانية "15 نيسان/أبريل 2023"، بدأ المخيال الشعبي في نسج الحكايات الغرائبية عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert