تبرعات أردول.. متى تتدخل الحكومة؟
4 أغسطس 2021
ضجت وسائل الأنباء، أمس، إثر تداول مقال للكاتبة السودانية "سهير عبدالرحيم"، كشف عن ضلوع مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية في تنظيم حملة غير مُعلنة وسط شركات التعدين لجمع تبرعات مليونية لدعم حكومة دارفور وحاكم الإقليم المُعين حديثاً "مني أركو مناوي" الذي تعمل لجنة سيادية عُليا هذه الأيام على تنظيم حفل استقبال له في العاشر من آب/أغسطس الجاري بمدينة الفاشر بتنسيق مع القوى السياسية والحكومية بالإقليم.
مبارك أردول موظف دولة ويجب أن تستند تعاملاته أيًا كانت للوائح وقوانين الخدمة المدنية
الكاتبة أشارت إلى أن رسالة أردول لشركات التعدين جاء فيها: " الإخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. توصلنا مع الإخوة أعضاء اللجنة إلى أن هنالك أهمية قصوى لتوفير المبلغ المرصود لكل شركة وهو مليون جنيه سوداني لا غير، وأرجو أن تسلم إلى المكتب التنفيذي للأخ المهندس منصور صديق خلال (48) ساعة من الآن نسبةً لاستعجال الأخ الحاكم وسفره إلى دارفور".
اقرأ/ي أيضًا: السياسات الاقتصادية للحكومة وأسئلة معاش الناس
ونقلت سُهير أن أردول أتبع الرسالة -في مجموعة تضم (93)عضواً- بأخرى قال فيها: "تكتب الشيكات باسم الأخ صديق حسن مساعد ود أصول وهو مدير إدارة المسؤولية المجتمعية بالشركة".
لكن الموظف الحكومي ومدير الشركة القومية للموارد المعدنية مبارك أردول، خرج بالأمس بتوضيح مُقتضب قال فيه إن "هنالك مبادرة طوعية تحت عنوان القومة لدارفور ينظمها قطاع الأعمال بالمعادن للتبرع لحكومة الإقليم بمبالغ مالية إضافة لحفر آبار لمياه الشرب، نحن منسقين فقط، نعد هذه المبادرة بهدوء بعيدًا عن الإعلام في الوقت الراهن، وهي مبادرة ليست جديدة على هذا القطاع فقد تنادينا من قبل لدعم الجيش في الفشقة بشرقنا الحبيب بنفس الطريقة عندما دعا الداعي".
وتابع السيد أردول في توضيحه: "مكتب الأخ مني مناوي حاكم إقليم دارفور ولجنة من شركات التعدين يقومون بهذا العمل بشكل مشترك ونحن مجرد منسقين، سيأتي الوقت الذي ندشن فيه هذه الحملة (القومة لدارفور) للجماهير". وختم مُبارك توضيحه قائلًا: "فقط الصحافة المهنية والحرفية تسأل وتستفسر من المعنيين قبل استعجل بالنشر، ولكن الله غالب".
ويقول السيد أردول أن الحملة تعمل بعيدًا عن الإعلام، ما الذي يجعل من حملة تستقطب التبرعات المجتمعية لحاكم دارفور ويعمل على تنسيقها رسميًا مكتب الحاكم العام للإقليم وبمشاركة مدير الشركة القومية للموارد المعدنية؛ ما الذي يجعل منها حملة سرية غير مُعلنة؟ وإلى ماذا يشير أردول بقوله: "نُعد الحملة بهدوء بعيدًا عن أجهزة الإعلام"؟!. وإن كانت حملة التبرعات تعمل بتنسيق حكومي رسمي، هل يمثل حديث أردول توجه الدولة الرسمي تجاه أجهزة الإعلام؟
وإلى من يشير أردول في حديثه بضمير الجماعة؟ مبارك أردول موظف دولة ويجب أن تستند تعاملاته أيًا كانت للوائح وقوانين الخدمة المدنية، التي تمنعه من المشاركة في أي نوع من الأعمال بالاستفادة من صفته الرسمية أو موقع عمله، أو أيًا من الإمكانات الرمزية أو المادية للمؤسسة المعنية. فما هي علاقة الحملة التي أشار إليها بالشركة الحكومية التي يعمل بها السيد أردول مُديرًا؟ ولماذا يوجه أردول "المتبرعين" بالتعامل مع مدير إدارة المسؤولية المجتمعية بالشركة لاستلام الأموال؟.
وتساؤل أخير نضعه في سلة شكاوى الحكومة الانتقالية، كيف يعمل مدير لمؤسسة حكومية على استخدام نفوذه لجمع دعم مالي، ثم يعمل على توجيهه لخارج دائرة اختصاص عمله المباشرة، ويشرك في ذلك موظفين في ذات المؤسسة بالتنسيق مع مكتب الحاكم العام لإقليم دارفور -موظفي دولة بدورهم- ولا يُعلن للمواطن عن تلك الحملة أو أهدافها وكيف تدار وأين ستذهب كل تبرعات المواطنين هذه وكيف سيراقب صرفها، ولماذا تُجمع في الخفاء بعيدًا عن ولاية وزارة المالية؟ وكيف يطلب السيد أردول إن قبلنا بمشاركته في هذا العمل بصورة رسمية، من المتبرعين تسليم أموالهم في حساب شخصي؟!
اقرأ/ي أيضًا: مبادرة حمدوك وتحديات الانتقال
الواقعة التي انكشفت بالأمس تتطلب من الحكومة تحركًا سريعًا للتحقيق، حول ملابسات الحدث-الذي تحوم حوله شبهات الفساد- وعلاقة المؤسسات الرسمية به وما هو دور مدير الشركة الحكومية في هذه الحملة، وهل استخدم في ذلك سلطاته وصلاحيات المؤسسة التي يعمل بها، وما مدى صحة ادعائه بتنسيق الحملة مع مكتب حاكم إقليم دارفور؟ وإذا ثبت ذلك فعليًا، فمن هم المتورطون في مكتب حاكم إقليم دارفور، وما هو حجم الأموال التي استلمها هؤلاء الأفراد؟ ولماذا؟ ومن يقف على رأس هذه الدائرة التي تعمل تحت طاولة الحكم الانتقالي؟
الكُرة اليوم في ملعب الحكومة الانتقالية لتبرهن للمواطن السوداني قطيعتها مع التمكين باختلاف أبعاده وتنوع فاعليه
وبحديث أردول عن غياب الصحافة المهنية؛ فالصحافة المهنية هي التي قادت بهذه الواقعة التي تحوم حولها شبهة الفساد، إلى النور وإلى فضاء النقاش المفتوح، ذلك ما يخشاه البعض حينما تسول لهم أنفسهم النأي بحملات تستقطب الدعم الشعبي ودفعها للعمل في الخفاء ومن وراء حجاب تحت حُجة "نعمل في هدوء بعيدًا عن أجهزة الإعلام"، حتى لا تُعرف أسرارها وتنكشف سوأتها. وهي واقعة جدُ خطيرة ومسمار في نعش الشفافية والمؤسسية لحكومة الانتقال.
إن الكُرة اليوم في ملعب الحكومة الانتقالية لتبرهن للمواطن السوداني قطيعتها مع التمكين باختلاف أبعاده وتنوع فاعليه. وأن لا مكان في العهد الانتقالي الجديد لمثل هذه الممارسات السوداء التي تفتح الباب واسعًا لتفشي الفساد وانهيار نظام الدولة، وخلق دولة داخل الدولة باختطاف مواردها الاقتصادية أو محاولات توجيهها لخدمة أجندة مُعينة، في الخفاء و"بهدوء" من وراء ستار.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.