بعد 10 سنين.. البرنس في بيته الأزرق

أعاد الهلال السوداني تسجيل قائده الأسبق هيثم مصطفى (البرنس) في كشوفات النادي، بعد (10) أعوام من شطبه من النادي لـ"سوء السلوك". وبرر الفريق الأزرق خطوته بأنها من أجل منح فرصة لعدد من نجومه السابقين بختم مسيرتهم الرياضية بشعار الهلال.

قضى هيثم موسمه الأول بالمريخ وفاز بالدوري الممتاز، لكنه سرعان ما طالب بالمغادرة ليوقع بعدها مع الأهلي شندي

لربع قرن من الزمان ظل هيثم مصطفي كرار حكاية "المستديرة" في السودان. وُلد هيثم في عام 1977 في حواري بحري التي شهدت إبداعاته الأولى. ولأن "الأمراء" يختارون صفاتهم وأماكنهم، اختار النجم الملقب بـ"البرنس" أن تكون بدايته مع نادي الأمير البحراوي الذي غادره في العام 1995 ليبدأ قصته مع أزرق أم درمان.

(17) عامًا بالتمام والكمال قضاها هيثم مصطفى في البيت الأزرق؛ حيث توشح بشارة قيادة نادي الهلال وحمل الكؤوس باسمه وتغنت الجماهير باسم "سيدا"، لكن قرارًا بشطب هيثم مصطفى أصدره رئيس النادي وقتها الأمين البرير في كانون الأول/ ديسمبر 2012 وضع نهايةً لحقبة هيثم في الهلال. وسلم نادي الهلال قرار الشطب إلى اتحاد الكرة وسط جو مشحون بالغضب من أنصار الفريق.

مسيرته مع المريخ

"الأمور كانت مختلفة قبل (17) عامًا.. صحيح أنني كنت مرشحًا بقوة للمريخ وقتها، ربما كانت هناك رغبات وعواطف.. الآن الأمر أصبح أكثر واقعية.. هناك (17) عامًا شكلّت حياتي قطعًا واستفدت منها ومن تجربة ناضجة في الهلال وبإمكاني خوض تجربة جديدة أطمح فيها إلى النجاح" – قالها هيثم مصطفى وهو يغير شعار الهلال بشعار نده التقليدي المريخ وبنفس الرقم (ثمانية). وأضاف: "ربما ليس هناك مجال للمقارنة بين وضع سابق قبل (17) عامًا والوضع الحالي، لكنني اخترت المريخ وأصبحت لاعبًا في صفوفه، هذا ما يجب عليّ قوله وينبغي عليّ الاجتهاد مع المجموعة الموجودة".

وقع هيثم للمريخ في الوقت الذي كانت تعتصم فيه جماهير الهلال بالإستاد مطالبةً بعودة نجمها المحبوب قبل أن تفاجأ به لاحقًا وهو يدخل القلعة الزرقاء غازيًا بالشعار الأحمر هو الذي دافع عنها لـ(17) عامًا.

قضى هيثم موسمه الأول بالمريخ وفاز بدرع الدوري الممتاز، لكنه سرعان ما طالب بالمغادرة ليوقع بعدها مع نادي الأهلي شندي، وغادره أيضًا يغازله حلم العودة إلى الهلال لختام مسيرته بين الجدران الزرقاء، لكن ذلك لم يتحقق حتى أعلن عن اعتزاله ممارسة كرة القدم والاتجاه نحو التدريب.

تجربته التدريبية

بدأ هيثم تجربته التدريبية من خلال شباب نادي الهلال قبل أن يغادره لخوض تجربة أخرى مع نادي الأهلي الخرطومي المنافس في الدوري الممتاز وانتقل منه لقيادة الفريق الفني لنادي الأمل بمدينة عطبرة، وقدم البرنس استقالته من تدريب النادي العطبراوي حتى لا يدفع الأخير فاتورة موقف مدربه الداعم للثورة ضد النظام السابق.

وقاد هيثم الهلال مدربًا لفترة مؤقتة في العام 2019 بعد إقالة المدرب صلاح محمد آدم، لكنه قدم استقالته مع وصول المدرب المصري "حمادة صدقي".

في الثورة

وشارك هيثم مصطفي بفعالية في الثورة السودانية ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وشكل حضورًا دائمًا في المواكب التي كانت تخرج ضد الحكومة، ووصل مع الثوار إلى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة وتعرض لإصابة في مذبحة فض اعتصام القيادة العامة للجيش في الثالث من حزيران/ يونيو 2019.

واعتذر هيثم مصطفى عن تولى منصب وزير الرياضة في الحكومة الانتقالية وقال لمن اجتمعوا به إنه ثائر ضد الظلم وليس سياسيًا.

وعقب تشكيل الحكومة الانتقالية تبنى هيثم مصطفى موقفًا معارضًا لها واتهم مسؤوليها بالتفريط في الثورة والعجز عن تحقيق تطلعات السودانيين في الحياة الكريمة. وفي تلك الحقبة تحول هيثم إلى "ملعب" جديد وبدأ في تقديم برنامج على موقع "يوتيوب" باسم ملعب البرنس، وظفه لمهاجمة الحكومة الانتقالية وسياساتها، لكن برنامج البرنس توقف بعد انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. 

واستعانت قناة "بي إن" الرياضية بهيثم مصطفى لتحليل مباريات الهلال والأندية السودانية في البطولات المختلفة في الآونة الأخيرة.

وعلق هيثم مصطفى على قرار عودته إلى نادي الهلال عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" قائلًا: "أجد نفسي عاجزًا عن التعبير عن شكري وعرفاني وامتناني لمجلس إدارة نادي الهلال ولجنته الثلاثية لإتاحتكم لي الفرصة لإعادة تسجيلي في كشوفات نادي الهلال العظيم". وعدّ هيثم عودته إلى الهلال مثل العودة إلى الوطن الصغير الذي قضى فيه أجمل أيام عمره.

وأثارت خطوة إعادة قيد هيثم في كشوفات ناديه القديم بعد (10) أعوام، ردود أفعال متباينة؛ ففي الوقت الذي عدّها البعض تكريمًا ووفاءً من النادي تجاه أبنائه، عدّها آخرون وفاءً ولكن للانقلابيين الراغبين في شغل الناس عن المواجهة بـ"قضايا انصرافية".