منوعات

الصناعات الجلدية.. تجربة شاب سوداني في استثمار الجمال

30 September 2021
WhatsApp Image 2021-09-28 at 3.25.17 PM (1).jpeg
مروة التجاني
مروة التجانيكاتبة وصحفية من السودان

عرف السنوات صناعة الجلود منذ عصوره القديمة، بحسب ما كشفت عنه الآثار والحفريات بالمواقع الأثرية بمناطق المصورات والبجراوية، حيث يعود تاريخ صناعة الحذاء الجلدي في السودان إلى (5000) سنة في مملكة مروي.

وتعد الصناعات الجلدية جزءًا أصيلًا من إرث وحضارة السودان. والحديث عنها لا ينفصل عن التطور التاريخي والثقافي لشعوب السودان. وشهدت الصناعات الجلدية مثل غيرها من الصناعات اليدوية تطورًا حضاريًا يتماشى في متطلبات العصر الحالي.

اقرأ/ي أيضًا: سيدة أعمال تصنع الأحذية والملابس في السودان في بادرة لمنافسة المستورد

في التقرير التالي نستعرض تجربة شاب سوداني، نجح في تحويل الصناعات الجلدية إلى مقتنيات فنية، واستثمر جماليًا في صناعة سودانية أصيلة، مستلهمًا تجارب الماضي ومتطلعلًا إلى المستقبل.

بدايات شاقة..لنهايات سعيدة

شاب سوداني نجح في تحويل الصناعات الجلدية إلى مقتنيات فنية واستثمر جماليًا في صناعة سودانية أصيلة مستلهمًا تجارب الماضي ومتطلعًا إلى المستقبل

في آواخر العام 2019 بدأ الشاب السوداني عبدالله امام محمد بالبحث عن فضاء يستوعب طاقاته وطموحاته، يقول لـ"الترا سودان"كنت أبحث عن الخروج من حالة التوتر العام".

وبالرغم من إن عبدالله إمام يدرس هندسة الاتصالات، إلا أنه شغفه بالأعمال اليدوية بدأ منذ وقتٍ مبكر. حيث يمارس أعمال الألمونيوم كهاوي بأوقات الإجازات الجامعية، قبل الاتجاه للصناعات اليدوية الجلدية.

وعن سؤال لماذا الاتجاه للمنتجات الجلدية؟ شرح عبدالله عن شغفه باقتنائها وتقديمها كهدايا. يقول "كنت أهدي المنتجات الجلدية لأمي، عقب كل رحلة لمدينة الخرطوم".

شارك عبدالله امام بمؤتمر شبابي بولاية كسلا موطن رأسه، واستلهم من تجارب أحد المشاركين صناعة الجلود وتحويلها لمقتنيات فنية. يقول عبدالله إنه محب لزيارة سوق أم درمان في كل زيارة له لمدينة الخرطوم، وتابع متحدثًا "اقتنيت بإحدى الزيارات جلودًا وعدة أدوات لبدء العمل" 

تطلب تنفيذ الأعمال الأولية بحثًا عن ورش لصناعة الجلود، وبحسب عبدالله، نجح في الحصول على استضافة بورشة جلود لرؤية سير العمل. ويوضح في حديثه أهمية متابعة الأعمال على موقع يوتيوب، والاستفادة من المحتوى المفيد لتطوير الشباب، وشغل أوقات الفراغ بما يسهم في تطوير مهارات الشباب السوداني.

8 ساعات من العمل المتواصل

يحكي عبدالله امام عن نجاحه الأول في صناعة أساور جلدية، ومحفظة لجواز السفر. في حين استغرق العمل على الحقيبة الأولى 8 ساعات من العمل المتواصل. 

ويروي قائلًا إنه عرض الحقيبة الأولى على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، وتلقى الكثير من عبارات التشجيع والترحاب -الحديث لعبدالله- تواصلت بعدها الطلبات الخاصة على المنتجات. وبعد شهرين من العمل الدؤوب، حصل عبدالله على مشروع من منظمة لصناعة "60" ملفًا من الجلد. 

اقرأ/ي أيضًا: "كاروشي".. الموت تحت ضغط العمل في اليابان

ويحكي عبدالله عن التجربة بقوله إن تصوره للمشروع كان يستغرق شهرين، إلا أنه نجح في الانتهاء منه خلال ربع المدة بمعاونة أحد الأصدقاء، الذي وفر له مكانًا للعمل.

الاستثمار في الجماليات

يتابع عبدالله امام مسيرته في صناعة المنتجات الجلدية بقوله، إن كثير من أهالي سكان ولاية كسلا، لم يتوقعوا من شاب أن يصنع لوحده حقيبة ومقتنيات، تبدو للوهلة الأولى باهظة الثمن، مؤكدًا إن سوق الصناعات الجلدية غير معروف بصورة كبيرة في الولاية.

اليوم، يمتلك عبدالله ورشة ومعرضًا في طور التجهيز للافتتاح بنهاية العام الحالي، ويروي إن البداية العمل كانت استضافة في ورشة أحد الخطاطين يسمى "شكور" بالسوق الكبير في كسلا، إلا أن نجح بعد عام كامل من العمل، من الاستقلال بورشته الخاصة، وأطلق مشروعه تحت مسمى "جيك كرافت".

ودعا عبدالله الشباب للبحث عن الشغف بقوله، إن العمل في المجال المحبب للقلب آداة للنجاح، بالإضافة للصبر وعدم التعجل لحصد النتائج، وبناء علاقات طيبة، مضيفًا إن على الشباب في المرحلة العمرية "20-30" عامًا تقبل الأحداث من فشل ونجاح.

وجدد دعوته للمدابغ بتحسين جودة العمل والجلود، والتنويع باختيارات الألوان لتناسب جميع الأذواق.

ينظر خبراء الاقتصاد للصناعات الجلدية في السودان كمورد لا يمكن تجاوزه

تتعدد زوايا النظر للمنتجات الجلدية في السودان، فمن ناحية ينظر إليها خبراء اقتصاديون على إنها إحدى تمثل رقمًا اقتصاديًا لايمكن تجاوزه، وبدأ العمل في الصناعات الجلدية حديثًا في العام 1945 كمورد اقتصادي سوداني هام. 

ومن ناحية أخرى، لا يمكن الحديث عن المنتجات الجلدية، بعيدًا عن تطور الإنسان حضاريًا، حيث لا يزال الحذاء الجلدي "المركوب" يستخدم إلى الوقت الراهن في المناسبات الثقافية، كمظهر تراثي من ثقافة السودان.

اقرأ/ي أيضًا

عرض مسرحية "أزمة منتصف العمر" بالعمارات والمسرح القومي

تتحدى الإعاقة وتمثل السودان في روسيا.. كيف بدأت "نادرين" رحلتها؟

الكلمات المفتاحية

الهلال السوداني.jpg

"الكاف" يرفض إقامة مباريات الهلال السوداني والأهلي المصري في ليبيا 

رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، طلب نادي الهلال السوداني باعتماد ملعب "شهداء بنينا" في بنغازي لاستضافة مباراة الرد ضد الأهلي المصري، في إياب دوري مجموعة أبطال أفريقيا مطلع نيسان/أبريل 2025.


Sudanese Ramadan.jpg

تقاليد رمضان السودانية.. كيف تصمد في دول المهجر؟

تقاليد رمضان السودانية جزء أصيل من الهوية السودانية، ولا يمكن تصور أن يمر الرمضان على السوداني دون أن يشم رائحة الآبري أو يحضر الرقاق لتناول سحور مميز


إفطار رمضان في شرق النيل.jpg

"اليقين" زاد السودانيين في الشهر الفضيل

النساء السودانيات عميقات التدين بطبعهن، وكأنهن يرضعن تلك الميزة أمًا عن جدة، محافظات على صلاوتهن وأورادهن وكثيرات الصوم تطوعًا وفي أيام المناسك المتعددة. وأكاد أجزم إن في كل أسرة سودانية تكون المرأة "الأم – الأخت" هي المحفز الأول للصغار على تعلم الصوم، والصبر على الجوع والعطش، لاسيما في أجواء السودان الساخنة.


albalila-Sudan-Ramadan.png

البليلة.. مكون أساسي في مائدة رمضان السودانية

تُعدّ البليلة أحد أهم المكونات على مائدة الإفطار الرمضاني في السودان، وتُقدَّم ساخنة مكللة بقطع التمر التي يكسر بها الصائم ساعات الصيام الطويلة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert