السودان.. طعنات الإقصاء
3 September 2015
يلاحظ المتابع للشأن السوداني أن الكثير من بؤس الحال يأتي كنتاج للإقصاء والسعي نحو استئصال الآخر. والمتأمل في دعوات التكاتف والكلمات المنمقة عن الحوار الوطني يفهم أنها، في كثير من الأحيان، ليست سوى كلمات جوفاء تصدر من أصحاب فكرة الإقصاء، ويحق لنا التساؤل حول هذه الازدواجية وانفصام الشخصية.
في السودان، يسبغ حزب المؤتمر الوطني على نفسه صفة الوطنية، فهو الوطني الوحيد وما سواه لا وطنية له. ففي بلادنا السياسي المتصدر للمشهد يبقى على رؤوس الخلق من ميلاده إلى القبر. مَن من ساستنا حين تقدم به العمر اعتزل؟ أو حين خسر حزبه الانتخابات اعترف بالفائز؟ إنما هو الحزب الواحد والحاكم الواحد وكل من ينافسه قد اختير بعناية ليقوم بدور المحلِّل لا غير.
يسبغ حزب المؤتمر الوطني على نفسه صفة الوطنية فهو الوطني الوحيد وما سواه لا وطنية له
وأبشع صور الإقصاء تتمثل في سياسات حكومة الإنقاذ بقيادة الرئيس عمر البشير، فقد عملت على تهميش الأحزاب وتفتيتها وملاحقة قادتها، فعاشت الأحزاب في كهف السياسة المظلم طيلة ربع قرن من الزمان، والآن فجأة يخرجونها بالدعوة إلى الحوار الوطني ، فهل من يخرج من الظلام إلى النور الساطع يرى شيئًا؟
قد يخيّل للبعض أن دعوات الحكومة للحوار جادة، وأنها تريد إزالة كل الأضغان التي تراكمت نتيجة لسياسات الإقصاء التي انتهجتها طيلة سنوات حكمها، ولكن المتأمل يجد فيها من الخبث الكثير فهي جسور هشة يتوارى خلفها الفكر الراسخ بإقصاء الآخر والشعور المتضخم بالأنا والفوقية.
ويتضح ذلك للمتابع لنقاشات الجمعية العمومية للحوار الوطني التي انعقدت في آب/أغسطس الماضي، فتوزيع الفرص يأتي كما لو أن المتحدثين يتم اختيارهم بطريقة منتقاة لتوحي الجلسة بأن النزعة الشمولية للإنقاذ قد انفرط عقدها. ولكن عدم وجود رؤية واضحة في بنود الحوار وغياب المشاركة الفاعلة للمعارضة تنبئك بأن حوار الحكومة يأتي على طريقة "حاورني بشروطي أو أشهر في وجهك رايات الغضب".
ومما يدل على الإقصاء أيضًا هو الحزب الواحد والجماعة الواحدة التي تتحكم في كل مفاصل الحياة الاجتماعية والثقافية، فيسمح لجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بالعمل فقط إن كانت تتبع الحزب الحاكم وما سواها فهم من المغضوب عنهم. ولا يخفى على أحد ما تعرضت له جماعة "نفير"، وهي جماعة شبابية لا تنضوي تحت أي مسمى سياسي ومن أهم أهدافها مساعدة المتضررين من المشاكل الطبيعية.
ويشهد السودان مؤخرًا إغلاق عديد المؤسسات الثقافية والاجتماعية في مخالفة صريحة للقوانين السودانية والدولية، وإلغاء تسجيلها ومصادرة ممتلكاتها، كمركز الدراسات السودانية الذي تم إغلاقه في كانون الأول/ديسمبر 2012 ومركز الخاتم عدلان للاستشارة والتنمية البشرية.
ولم تسلم أروقة الجامعة من دعوات الإقصاء، ففي بحث إستقصائي لأستاذ الفلسفة بجامعة الخرطوم عصمت عبد المحمود، تبين أن العنف الواقع على الطلاب من قبل طلاب المؤتمر الوطني، على قلة أعدادهم، قد أودى بحياة العشرات من الطلاب الأبرياء، وأن سياسة الإقصاء والرأي الواحد متجذرة في الجامعات السودانية.
وأمثلة الإقصاء كثيرة في عالمنا العربي، وفي محيط السودان، ومن صورها ما كان في مصر بعد ثورة 25 يناير، فمن جاء بالانتخاب سرعان ما أقصى غيره، فانقلب عليهم من هو أقسى منهم بمساعدة العسكر. وأتذكر القائل "من أنتم؟ فاتكم القطار"، فإن هذه العبارة متجذرة في الإقصاء والإبعاد وهي مثال للخطابات الهزيلة الخائرة المحتمية بجيش من أصحاب الغفلة من عسكر وسجانين ولكأن أصحاب هذه الخطابات يؤمنون بالقول: "طالما العصا في أيدينا والعسكر تحت إمرتنا والسجان رهن إشارتنا، فلن يقف شيء أمامنا".
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.