السودان.. دعوات إلى "انتفاضة ثالثة"
28 أبريل 2016
بعد أسبوع فقط من مقتل الطالب في جامعة كردفان، سقط طالب آخر قتيلًا في الخرطوم أمس الأربعاء، بعد إصابته برصاصة في القلب أثناء عنف تم توجيهه إلى مخاطبة لطلاب جبال النوبة، رابطة للطلاب المنحدرين من منطقة جبال النوبة في جنوب كردفان وهي إحدى مناطق الحرب حاليًا، في الجامعة الأهلية بمدينة أم درمان. وهو سيناريو يشبه ما حدث قبلها في جامعة كردفان، حيث وجهت الحكومة والطلاب المؤيدون لها عنفهم باتجاه المنافسين لهم في انتخابات اتحاد الطلاب ونتج عن ذلك مقتل الطالب أبوبكر الصديق.
شهدت الجامعات السودانية خلال شهر نيسان/أبريل، موجات من التظاهرات والاحتجاجات الطلابية المناوئة للنظام الحاكم
ومع تزايد الضيق الشعبي، على خلفية الغلاء الطاحن، وتردي الخدمات، وتطاول أمد الحرب في الأطراف، شهدت الجامعات السودانية خلال شهر نيسان/أبريل، موجات من التظاهرات والاحتجاجات الطلابية المناوئة للنظام الحاكم، في عدد من الجامعات، مما أدى في كثير من الحالات إلى إصابات واعتقالات أمنية كثيفة للطلاب. وجاء مقتل طالب الجامعة الأهلية، محمد الصادق، أمس، ليزيد من اشتعال حالة الرفض المتنامية وسط شرائح واسعة من السودانيين.
اقرأ/ي أيضًا: اعتقال مؤسس "الراكوبة" مستمر
في مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع "فيسبوك" بالتحديد، تزايدت الدعوات إلى "انتفاضة ثالثة" على نظام البشير، من ناشطين، وحركات شبابية، وحركات مسلحة، بل ومن أحزاب سياسية ظلت تواجه اتهامات البعض، بخذلان انتفاضة أيلول/سبتمبر 2013 بامتناعها عن دعم المتظاهرين في الشارع، إلا أنها في هذه المرة قدمت دعمها لخيار إسقاط النظام بوضوح، عبر بيانات تداولها رواد موقع "فيسبوك".
وتمثل "الانتفاضة الشعبية" على غرار ما حصل في 21 تشرين الأول/أكتوبر 1964، و6 نيسان/أبريل 1985، بعبعًا يقض مضجع النظام في السودان، وهو ما بدا واضحًا في اتهام الحكومة للمعارضة، على لسان عمر الأمين عبد الله، نائب رئيس بعثة السودان في لندن، على قناة فرنسا 24، أمس، بمحاولة ركوب موجة الحدث لصنع انتفاضة على غرار تشرين الأول/أكتوبر، وهو يحاول نفي تورط السلطات في مقتل الطالب.
نتج عن احتجاج طلبة السودان اعتقالات أمنية كثيفة ومقتل عدد من الطلبة
وبدأ الناشطون التدوين تحت الوسوم (#sudan_intifada)، (#الانتفاضة_الثالثة)، (#مقتل_طالب_مقتل_أمة)، لدعم خيار الانتفاضة الشعبية، بجمع كل ما يتعلق بأحداث العنف من صور وفيديوهات وبيانات. وفي حين يخشى البعض أن تموت شرارة الغضب المشتعلة طوال الشهر، على غرار انتفاضات سابقة تكالب عليها عنف السلطات المفرط إضافة إلى الخذلان الشعبي والسياسي في اللحظات الحاسمة، إلا أن هناك من يرون اختلافًا هذه المرة قد يدفع بالمعارضة الشعبية إلى أبعد مما وصلته المحاولات السابقة، في ظل انسداد أفق الأمل في تحسن الأوضاع الاقتصادية.
لكن المراهنة على بلوغ الضيق مداه وانفجاره في ثورة شعبية، تصطدم بحالة الهشاشة التي تعتري توحد السودانيين منذ سبعة وعشرين عامًا، نسبة للتخريب الممنهج للتكوينات المدنية كافة، التي ظل نظام البشير يخشى أن تتحول إلى أوتاد يلتف حولها المواطنون الذين حرص لزمن طويل على بناء الحواجز بينهم، إثنيًا ومناطقيًا.
ومع دخول المزيد من الجامعات، في العاصمة والولايات، ضمن موجة الاحتجاجات اليوم، تبدو السيناريوهات وكأنها تسير، حتى الآن، باتجاه تصعيد في مواجهة النظام، قد يتسع إن وجد دعمًا شعبيًا مثل ثورتي أكتوبر 1964 وأبريل 1985. لكن تظل احتمالات فقدان الزخم الكافي لمواجهة الآلة الأمنية للنظام، قائمًا، ولا يمكن إهماله.
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

السودان.. احتفالات واسعة باستعادة سيطرة الجيش على مدني
صخب كبير سيطر على معظم مدن السودان جراء تمكن الجيش السوداني والقوى المتحالفة معه، اليوم السبت، من بسط سيطرته على مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة

الفنان "آدم الشين".. ورحل صوت الفاشر العذب
نعى مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي الفنان الشاب آدم عبدالله يحيى، الشهير بـ "آدم الشين"، الذي كان يتغنى بالتراث الدارفوري الأصيل

تريند السودان 2024.. ذاكرة المأساة على مواقع التواصل
عندما ابتلعت مياه الفيضان في طوكر معالم المدينة، ووصلت المياه إلى مستويات عالية لا تسمح للمارة بالسير، قطع الطبيب مدثر أحمد طريقه إلى المشفى سباحة

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.