التطبيع مرة أخرى.. الشق المدني يرمم الوعد الكاذب
9 فبراير 2021
أعاد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، مرةً أخرى، الحياة لوعد الحكومة الذي قطعته قبل أشهر، بأن البت في أمر التطبيع ليس من صلاحيات الجهاز التنفيذي، وأعاد حمدوك إلى الواجهة هذا الادعاء الذي ادعته الحكومة في شقها المدني قبيل أشهر، حينما صرّح بالأمس في المؤتمر الصحفي بمناسبة إعلان التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة الانتقالية، أن التطبيع ليس بيد الجهاز التنفيذي وإنما هو في يد المجلس التشريعي، الذي ما زالت حتى ملامحه في ظهراني الغيب.
جاء تصريح حمدوك شبه الحيادي في مؤتمر إعلان التشكيل الجديد، مكملًا للموقف الذي أعلنته القمة الإفريقية الأخيرة
وجاء تصريح حمدوك، شبه الحيادي، مكملًا للموقف الذي أعلنته القمة الإفريقية الأخيرة والقاضي بإنهاء جميع أشكال التعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ/ي أيضًا: الفشقة السودانية.. أطماع الجارة وألاعيبها السياسية
يقول حمدوك، إن قرار المجلس التشريعي بخصوص التطبيع سيكون ملزمًا لكل الأطراف، في إشارة إلى الانقسام في الموقف من التطبيع ما بين مكونات الحكومة الحالية، الشق المدني والعسكري، والذي كانت مواقف الشق المدني فيه معارضة بشكلٍ كبير لعمليات التطبيع مع إسرائيل، وبتصريح حمدوك الذي يشير إلى انقسام الموقف الرسمي للحكومة، نصبح على أعتاب حالة من الشد والجذب بين مكونات الحكومة الحالية.
أمر آخر دفع بملف التطبيع والعلاقة مع الكيان الإسرائيلي إلى الواجهة مرة أخرى، وهو الجدل الذي استبق الكشف الرسمي عن تولي حقيبة وزارة الخارجية لمرشحة حزب الأمة القومي مريم الصادق، والتي عُرفت مواقف حزبها بأنها من أشد المواقف رفضًا لأي شكلٍ من أشكال التعامل مع إسرائيل، إلا أن الأقاويل ترددت حول أن حمدوك قد ألزم المختارين لشغل الجهاز التنفيذي في الوزارات بتنفيذ برنامج الحكومة المتفق عليه، ورغم ذلك يطرأ السؤال: إلى أي مدى ستكون وزيرة الخارجية متعاونة في تنفيذ برنامج الحكومة الذي لا تبدو توجهاته متماشية مع توجهات حزبها، وليس تجاه قضية خلافية عادية؛ بل مع أحد المرتكزات الفكرية للحزب، والتي أهرق فيها زعيمه الراحل مداد قلمه حتى في أواخر أيام حياته؟
اقرأ/ي أيضًا: قوى التهافت على المناصب!
هناك احتمال آخر يفسر وقوف المدنيين على مسافة من ساحة جدل التطبيع في السودان، وهو أن أمر العلاقة مع إسرائيل برمته ليس بيد الشق المدني ذو الاختصاص بهكذا شأن، وإنما في يد المكون العسكري، ممثلًا في رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، والأعضاء العسكريون في المجلس السيادي، ووزارة الدفاع، والتي التقى وزير الأخيرة فيها وفدًا رفيع المستوى في الخرطوم خواتيم كانون الثاني/ يناير المنصرم، موفد على رأسه وزير المخابرات الإسرائيلية، والذي قابل أيضًا رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان في تلك الزيارة للخرطوم.
يأبى الشق المدني تصدير موقف واضح ومتماسك من طبيعة العلاقة مع إسرائيل للرأي العام، ويحاول التملص منها
وبينما يأبى الشق المدني تصدير موقف واضح ومتماسك من طبيعة العلاقة مع إسرائيل للرأي العام، ويحاول التملص منها، يبدو أن الشق العسكري في الحكومة المدنية؛ ماضٍ في تبني موقف إيجابي في العلاقة مع إسرائيل، طامحًا بالعلاقات مع دولة الاحتلال أن يقايض سيرة الانقلابات التاريخية، وجرائر فض الاعتصام التي تتهمه بها جهات واسعة، مقايضًا ذلك برفاهٍ متمنى من العلاقة مع الدولة الصهيونية التي تسوق نفسها عالميًا على أنها باب من أبواب النعيم تنفتح على الشعوب.
تصريحات الشق العسكري من قضية التطبيع، في كل مستوياته في الحكومة، تؤكد مضي العسكري في التطبيع، فضلًا على الممارسات على أرض الواقع، كما يؤكد مصدر عسكري في حديث سابق لـ"الترا سودان"، أن الأمر ليس بيد المجلس التشريعي، وإنما منذ أن تم توقيع "اتفاق أبراهام"، أضحى الأمر بيد الجهاز التنفيذي.
اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل والسودان.. قصف جوي وعداء شعبي
السؤال الذي يطرح نفسه بشكل واضح، لماذا لا يريد الشق المدني أن يصعد من المواجهة مع التيارات الداعمة للتطبيع؟ سواءً داخله أو خارجه. فمن المفترض أنه بالأمس قد التأم اجتماع للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ليناقش ضمن ما يناقش مسألة العلاقة مع إسرائيل التي يتناوشها تيار الموافقة والممانعة، فهل يخشى الشق الممانع للتطبيع إغضاب الجانب العسكري الذي يمضي في عملية التطبيع من أجل تصوير نفسه جالب للرخاء في نظر الشعب السوداني؟
حمدوك وعد عدة مرات بعدم التطبيع إلا امتثالًا إلى المجلس التشريعي
سؤال أخير؛ مُررت صفقة التطبيع مع إسرائيل بذريعة ربط الخطوة برفع السودان من قائمة أمريكا للدول راعية الإرهاب، وتقبلت أوساط شعبية ذلك متناسية أو متغافلة عن وعد حمدوك نفسه بعدم التطبيع إلا امتثالًا إلى المجلس التشريعي، فهل حانت الفرصة مرة أخرى للحكومة المدنية، لترمم صورة الذي يطلق الوعود ثم يخلفها، هل يمضي الشق المدني في ذلك؟
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.