الاستبداد العربي.. مقايضة البقاء بالتراب الوطني
10 أبريل 2016
لا شك أن بيع السيسي لجزرتين مصريتين للسعودية حدث مهم، ومعه كل الجدل والحنق المصاحب. إلا أن شطرًا كبيرًا مما يرتكبه نظام السيسي بحق مصر، مع فداحته وبؤسه، هو ديدن المستبدين العرب. السيسي حالة مكثفة عما جرى ويجري على يد الاستبداد العربي منذ عقود.
يتنازل المستبد العربي عما لا يملك من أرض دولة يحكمها وباستسهال غريب لقاء مكاسب
وفي سياق الحديث عن فكرة التنازل عن أراض من الدولة لقاء صفقة سياسية أو تدعيم بقاء بالحكم، فإن الدول العربية لديها عديد النماذج الشبيهة، وقاسمها المشترك الأهم هو الصفقة، يتنازل المستبد عما لا يملك من أرض دولة يحكمها وباستسهال غريب لقاء مكاسب.
اقرأ/ي أيضًا: الأصولية العسكرية في قضية ريجيني
من البشير وجنوب السودان، إلى سوريا والاسكندرون والجولان، إلى الإمارات وجزرها التي تتناساها في سبيل علاقات سياسية واقتصادية مع إيران، إلى الأحواز العربية، حتى تنازلات السلطة الفلسطينية وقبولها بتبادل الأراضي مع الاحتلال ثمنا للبقاء. وإن كان لكل حالة مما سبق ظروفها الموضوعية الخاصة وملابساتها المحددة، فإنها جميعا تكشف زيف ادعاءات الاستبداد الدولاتية وعلاقتها بالحدود والتراب الوطني.
اليوم في سوريا يقايض الاستبداد بقاءه بأي قطع من الأرض وبأي دويلات أو تقسيمات، المهم أن يظل رأس النظام حاكمًا على أي أرض كانت. وفي مصر يتواصل مشهد التفريط المستمر بكل مقومات الدولة بل ورمزياتها لقاء الحصول على مال سياسي أو دعم يثبت النظام الضعيف.
اقرأ/ي أيضًا: انتحار السيسي
ما يلفت الانتباه هنا هو أن الجمهوريات العربية بحكمها العسكري هي صاحبة السبق في صفقات بيع الأرض. رغم ما يفترض من أن الجمهوريات هي الأقرب إلى صورة الدولة الحديثة، حيث الحدود والتراب الوطني والسيادة عليه مفردات سابقة على كل شيء، بل إن الجمهوريات تبني خطابها، والعسكر يبالغون في التزمت حياله، على هذه المفردات تحديدا، والناظر في حملات الترويج لحكم العسكر والسيسي يجد بكل وضوح أن مفردات حماية أرض الوطن والتراب الوطني والحفاظ على سيادة الدولة هي المحرك الرئيس لبروباغاندا العسكر.
يكفي التمعن في حال مصر وسوريا لندرك إلى أي حد لا تفهم النخب الحاكمة، الدولة أو الوطن إلا بقدر اتصاله بوجودها وبقائها في الحكم
اليوم يكفي التمعن في حال مصر وسوريا لندرك إلى أي حد لا تفهم النخب الحاكمة، الدولة أو الوطن إلا بقدر اتصاله بوجودها وبقائها في الحكم، فحتى أرضه وحدوده هي موضوع تفاوض، ورقة من أوراق لعب لا يفكر الحاكم مرتين قبل الرمي بها على الطاولة. والأهم أن الآخرين، الخصوم أو المفاوضين أو الأعداء، حين يدركون أن اللعب وصل حتى الأرض فلا يمكن التخيل إلى أي حد قد تبلغ أطماعهم ومطالبهم.
إن السيسي يطبق فعلا ما قاله وتحول إلى مادة سخرية، في تصريحه القبيح الفج وإعلانه أنه مستعد لبيع نفسه لو كان ذلك ممكنا، بهذا التصريح يضع السيسي الدولة قبله في مزاد المبيعات، كل شيء مقدم للبيع كرمًا لبقاء الحاكم. أما الأخرون، المستبدون العرب غيره، فيلتزمون النهج دون تصريحات غبية. والمعطيات في واقعنا العربي تقول إن هذه الصفقات ستتكاثر، بل إن القادم ربما هو عصرها، الاستبداد يشتري بقاءه بأي ثمن، بالأرض وبالدولة وبالموارد وبالجيوش وبالشعوب أيضا.
في حالة مصر والسعودية هذه، قد يكون طريفا التفكير في أن الجمهورية تبيع الأرض لمملكة، هذه الرمزية كافية لندرك أن الاستبداد واحد، وكل الألاعيب اللفظية والمسميات التي تلوكها النخب الموالية للاستبداد عن الدولة العربية ليست إلا إلهاء للجماهير التواقة إلى دول حقيقية. لدينا مَلِك يشتري الأرض ممن لا يرى في رئاسته إلا مُلْكا، ولا يرى نفسه إلا حاكما حتى وفاته، وقبلها يرتب التوريث لولي عهد يخوض انتخابات رئاسة! ألم نقل إن السيسي نسخة مكررة من سابقيه ومن أقرانه في الدول العربية الأخرى؟
اقرأ/ي أيضًا:
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.