رأي

الاتفاق الإطاري وقضية قيادة الجيش.. عودٌ على بدء؟

25 ديسمبر 2022
661381-486920352.jpg
تشير الإرهاصات المحيطة بالاتفاق الإطاري إلى أن الجيش لن يكون خاضعًا للسلطة المدنية
محمد حلفاويصحفي سوداني

في الاتفاق الإطاري الذي نشرته "الحرية والتغيير- المجلس المركزي" نهاية الأسبوع الماضي، لم يكشف عن موقع قائد الجيش في هياكل السلطة ورغم أن هذا الإجراء "ظاهريًا" قد يأتي تنفيذًا لمبدأ خروج القوات المسلحة من العملية السياسية كما أعلنت منذ الرابع من تموز/يوليو الماضي لكن ربما يكون قائد الجيش غير خاضع للسلطة المدنية.

تشير الإرهاصات المحيطة بالاتفاق الإطاري إلى أن الجيش لن يكون خاضعًا للسلطة المدنية في الاتفاق النهائي 

لتوضيح هذه الجزئية التي أثارت الجدل بين المدنيين والعسكريين، نذهب إلى تصريح عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير والمفاوض مع العسكريين طه عثمان، والذي قال للصحفيين الثلاثاء الماضي إن "العملية السياسية تستهدف تحقيق المدنية الكاملة".

غير أن هذا التصريح الذي أدلى به طه عثمان المفاوض الأبرز مع العسكريين لم يكن بهذا المعنى المباشر ضمن بنود الاتفاق الإطاري المنشور، إذا ما لاحظنا في النسخة المنشورة بواسطة "قوى الحرية والتغيير" ذكرت أن رأس الدولة هو القائد العام لقوات الدعم السريع ورمز السيادة، بينما قال البند المتعلق بمهام رأس الدولة إن "قوى الثورة ستختار بالتشاور مستوى سيادي مدني محدود بمهام تشريفية يمثل رأس الدولة ورمز السيادة والقائد الأعلى للأجهزة النظامية".

وفي مصطلح "الأجهزة النظامية" يمكن أن يكون "تحايلًا أو مخرجًا" فيما يتعلق  بالقائد العام للجيش لأن المصطلح قد يكون "فضفاضًا".

حتى في الهياكل المقترحة في الاتفاق الإطاري لن يكون قائد الجيش ضمن مقاعد الهيئات الانتقالية التي تضم العسكريين والمدنيين، ومن بين هذه الهياكل "مجلس الأمن والدفاع"، والذي يضم في عضويته وزيري الدفاع والداخلية وممثلي الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع، ما يعني ضمنيًا أن قائد الجيش لن يكون في هذا المجلس الذي يترأسه المدنيون.

في ذات الوقت سيكون مجلس السيادة المدني هو القائد العام لقوات الدعم السريع، ولم ينص الاتفاق الإطاري على أن  "السيادي" سيكون قائدًا عامًا للجيش، بل وضع مصطلح "الأجهزة النظامية" بدلًا عن مصطلح "القوات المسلحة" أو الجيش، وربما قد تكون المصطلحات اختيرت بعناية شديدة لترك الباب مواربًا أمام التفسيرات القانونية والدستورية.

في الاتفاق الإطاري أيضًا لم يتم توضيح موقع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، فإذا كانت الشراكة التي أبرمها المدنيون والعسكريون في آب/أغسطس 2019، أتاحت وجود المدنيين والعسكريين في مجلس السيادة، إلا أن الاتفاق الإطاري أبعد قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع عن أية مواقع سيادية أو دستورية.

سيكون في هذا الاتفاق قائد الجيش مسؤولًا عن القوات المسلحة التي تشمل "الجيش والدعم السريع وقوات الشرطة وجهاز المخابرات" من الناحية الفنية والأمنية والعسكرية، بينما يشرف رئيس الوزراء المدني على قوات الشرطة وجهاز المخابرات لغرض الأمن الداخلي.

كما إن "الإطاري" لم يوضح طبيعة العلاقة بين رئيس الوزراء والقوات المسلحة من ناحية الصلاحيات، وربما هي تفاصيل تركت إلى الاتفاق النهائي نهاية كانون الثاني/يناير القادم حسب التوقعات.

في نهاية المطاف سيكون الجيش والدعم السريع بمثابة قوات عسكرية تتبع فنيًا وعسكريًا إلى القائد العام للقوات المسلحة

في نهاية المطاف سيكون الجيش والدعم السريع بمثابة قوات عسكرية تتبع فنيًا وعسكريًا إلى القائد العام للقوات المسلحة، ومن الواضح أن الاتفاق النهائي الذي قد يوقعه العسكريون مع القوى المدنية ستقود إلى "استقلالية" القوات المسلحة عن السلطة الانتقالية المدنية، وأن تقتصر العلاقة على التنسيق في الأمور الأمنية والدفاع والحرب والحماية، أي أن مجلس السيادة المدني الذي يمثل رأس الدولة ورمز السيادة لا يمكنه إصدار قرارات بالشؤون الخاصة بالجيش أو قوات الدعم السريع والمخابرات والشرطة.

الكلمات المفتاحية

العاصمة-الخرطوم.jpg

من يفكر للسودان؟

يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…


فيلم وحوش لا وطن.jpg

وحوش السودان أيضًا بلا وطن

الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.


الدعم السريع.jpg

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟

منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…


محمد حمدان دقلو - حميدتي.jpg

النسج الخرافي بشأن اختفاء قائد الدعم السريع حميدتي

عند الشهر الثاني بالضبط من اندلاع الحرب السودانية "15 نيسان/أبريل 2023"، بدأ المخيال الشعبي في نسج الحكايات الغرائبية عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert