سياسة

مليونية الوفاء للشهداء.. المطالبة برحيل البرهان تتصدر الهتافات

2 يناير 2022
GettyImages-1237507684.jpg
تستمر الاحتجاجات ويستمر إغلاق الطرق والجسور وقطع الاتصالات بالتزامن معها (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

تحت شعار "الوفاء للشهداء"، خرج الآلاف إلى شارع رئيسي قرب القصر الرئاسي في الخرطوم اليوم الأحد، وهي دعوة جاءت من بعض لجان المقاومة وجدت استجابة واسعة.

وتجمع الآلاف في تقاطع باشدار بحي الديم جنوبي العاصمة، وتوجهوا إلى شارع القصر مع ترديد هتافات مناهضة للانقلاب العسكري ومطالبة بالحكم المدني الكامل.

استمر إطلاق قنابل الغاز لأكثر من ست ساعات متواصلة

ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي يعيش السودان على وقع إجراءات اتخذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، يقول المحتجون السلميون إنها تعد انقلابًا عسكريًا على السلطة المدنية.

 اقرأ/ي أيضًا: اقتحام القوات الأمنية للمستشفيات ومكتب العربية والحدث بالخرطوم

وقتل حوالي (52) شهيدًا منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر وحتى الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر الشهر الماضي في الاحتجاجات التي تستخدم فيها القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع والاعتقالات والرصاص الحي بحسب لجنة الأطباء المركزية وهي هيئة طبية معنية بإسعاف المصابين في التظاهرات.

وجاءت مليونية اليوم الثاني من كانون الثاني/يناير بدعوة من لجان مقاومة الديوم الشرقية جنوب الخرطوم وتوالت الاستجابة من لجان المقاومة خاصة بالخرطوم مع تعذر وصول المتظاهرين من الخرطوم بحري وأم درمان بسبب إغلاق الجسور بالحاويات ونشر القوات العسكرية منذ ليلة أمس.

وبعد وصول موكب باشدار إلى شارع القصر قبالة معمل ستاك المركزي للدم أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية مع قنابل صوتية لم تتوقف لست ساعات متواصلة، بينما استخدم المتظاهرون أسلوب الكر والفر في محاولة للوصول إلى القصر الجمهوري.

ورصد مراسل "الترا سودان" إصابة نحو (15) شخصًا بالرصاص المطاطي وعبوات الغاز التي أصابت أحد المتظاهرين في العين وتم نقلهم إلى المستشفيات القريبة.

فيما نقلت لجان طبية استشهاد ثلاثة مواطنين في أم درمان بالرصاص الحي في إحصائيات أولية لحصيلة الشهداء والمصابين في العاصمة الخرطوم.

ويشعر السودانيون أن الأفق السياسي مسدود تمامًا في ظل إصرار المتظاهرين على تنحي المكون العسكري وتسليم السلطة إلى المدنيين، ولم يفلح اتفاق وقعه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مع قائد الجيش في تهدئة الأزمة المستمرة والتي دخلت شهرها الثالث.

وقالت مروة حسن والتي شاركت في التظاهرات اليوم، إن "المتظاهرين السلميين لديهم قضية أساسية وهو انتزاع الحكم لصالح المدنيين ورغم تعجل القوى السياسية بالوصول إلى السلطة إلا أن المحتجين ليسوا على عجلة من أمرهم طالما أن التأخير سيؤدي إلى الحلول المستدامة".

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان فولكر بيرتس طالب القوى السياسية والتنظيمات المدنية بالوصول إلى أرضية مشتركة لاستعادة المسار الديمقراطي.

لكن فولكر بيرتس حصد مؤخرًا انتقادات كبيرة بسبب عدم فاعليته في دعم الانتقال الديمقراطي ووقوع الانقلاب العسكري رغم وساطته التي كانت يقودها بين المدنيين والعسكريين.

اقرأ/ي أيضًا: بلينكن يحذر من إعاقة الديمقراطية في السودان

ومع تقدم الوقت وإصرار المتظاهرين على الوصول إلى شارع القصر، أمطرت القوات الأمنية بوابل من قنابل الغاز التي سقطت على أجساد بعض المحتجين أثناء محاولات الكر والفر.

المتظاهرون يقولون إنهم لن ييأسوا من مواصلة الحراك السلمي 

وقال أحد المتظاهرين، إن "مصير تصميم المحتجين هو الوصول إلى القصر والإطاحة بالمكون العسكري"، ولفت إلى أن: "لا تراجع عن الاحتجاجات لأن التراجع يعني نصف ثورة"، على حد قوله.

وتعد العدالة واحدة من الملفات الأساسية التي يطرحها المتظاهرون، ويقولون إن ضحايا مجزرة القيادة العامة وشهداء الثورة منذ كانون الأول/ديسمبر 2018 ما زالوا ينتظرون القصاص من القتلة.

وتوضح شيرين أحمد أن "القوى المدنية التي تسلمت السلطة بعد الإطاحة بالبشير أهملت ملف العدالة، ولذلك لم يعد المتظاهرون وأعضاء المقاومة إلى منازلهم بل ظلوا في الشارع يتظاهرون لأنهم شعروا أن العدالة لن تتحقق في ظل السلطة الانتقالية قبل الانقلاب العسكري".

اقرأ/ي أيضًا

لجنة أطباء السودان: 200 إصابة في مليونية 30 ديسمبر و4 شهداء

اختطاف مصاب بطلق ناري في مليونية 30 ديسمبر

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert